للتاريخ .. حقائق عن ولي العهد الليبي

كتب المفكر الليبي الرحل ،  فاضل المسعودي عام 2010 مقالاً تناول فيه بعض الحقائق التاريخية الهامة الخاصة بولي العهد الليبي الراحل الأمير الحسن الرضا المهدي السنوسي ،وقد ارسله لي احد أصدقائه المقربين . يتناول السيدالمسعودي في هذا المقال بعض التفاصيل الخاصة بالطريقة التي استطاع بها ولي العهد الليبي آنذاك الحصول على قطعة أرض في المنطقة التي لا زالت تحمل صفته إلى يومنا هذا ، منطقة “ولي العهد” الكائنة حالياً بين طريق المطار وسواني بن يادم في طرابلس

ولتعميم الفائدة وأخذ العبرة رأيت أن أعيد نشر المقال  ؛

“في سنة 1956 رأى الملك أن يعين اصغر ابناء ابن أخيه ( وليا للعهد ) طبقا للدستور، الطالب الذى كان ينهي دراسته العليا فى الأزهرالشريف ، الشاب التقي الورع ، الزاهد الطيب ، السيد الحسن الرضا المهدي السنوسي ، الذي سكن بعد أن أصبح وليا للعهد فى منزل عادي بمدينة طرابلس وتزوج كريمة العالم الجليل والأستاذ المبرز والإداري المتمكن ، والي ولاية طرابلس ، الشيخ الطاهر باكير ابن مفتي ليبيا الأسبق الشيخ إبراهيم باكير .

وعندما يرغب ولي عهد المملكة ، وخليفة الملك بحكم الدستور ، أي : الملك القادم فى أن يحصل على قطعة أرض يحولها الى مزرعة ، يشبع من خلالها هوايته المفضلة وهي حبه للزراعة وفلاحة الأرض فلن يتمكن من ذلك ، أي من الحصول على هذه القطعة الا بعد أن يسعى ” كأي مواطن عادي ” للحصول على قرض مصرفي ، ويقدم مواطنا معروفا وقادرا ماديا لكي يضمنه ( أي يكفله ) لدى البنك ويتولى مسئولية الرهنية على المبلغ المقترض حسب الشروط وقواعد السلف العادية للبنك ! 

ويحصل ” سموّ ولي العهد “على القرض ويُفتح له ( ملف خاص ) يأخذ مكانه فى أرشيف البنك ، الى جانب ملفات بقية المواطنين الذين يشترون بالقروض !!

وينتقل ولي عهد المملكة الى الاقامة بالمزرعة التى نجح فى شرائها بالقرض والتي بنى بها منزلا مناسبا ، ويهتم – الى جانب ما منح دستوريا من مسئوليات محدودة كولي للعهد – بالإشراف على فلاحتها والعمل من أجل تنميتها .

كان لولي العهد ” شرطي واحد ” لا غير للحراسة يقف أمام المزرعة ، وخصصت له الدولة سائقا لسيارته ، وطباخا للأسرة ، وياورا واحدا هو الزعيم راسم النايلي وكثيرا ما يشاهد المواطنون ولي العهد وملكهم فى المستقبل في سيارته دون أي حرس ولا مرافق ، وكان المحامي الأستاذ عبد الله شرف الدين يجاوره فى المزرعة الكائنة بمنطقة السواني ، وذات مرة اتصل سمو ولي العهد بالأستاذ عبد الله ورجاه أن يلفت نظر العمال الذين يستخدمهم فى فلاحة مزرعته الى مراعاة وجود اسرة داخل مزرعة جاره ، أي ولي العهد ، ولا يحاولون تسلق السور أو مضايقة جاره !!

ولي العهد فى مملكة السيد ادريس يشتري مزرعته بقرض مصرفي مشروط ، وفى أي بلد ملكي من بلاد المنطقة ، لو رغب أقل أمير فى الحصول على قطعة أرض فإن الحكومة تقتطعها له من أراضي الدولة وتقدمها له ” هدية ” فى احتفال رسمي ومشهود !!

وفى مملكة الملك ادريس فان ولي العهد أي الملك القادم يتصل بجاره المواطن ويرجوه فى أدب وخجل أن يحترم عماله قواعد الجيرة ويحول دون أن يضايق خدمه أسرة الأمير !

أي مكان من هذه الأرض ، يمكن أن يحدث ذلك ؟!”

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر