حكام لأجل أنفسهم

من أصالة الحكم في العالم الحديث ان الحاكم الذي هو في صورة وزير او نائب او رئيس حكومة او غيره هو حاكم لأجل شعبه وبلده وليس لأجل نفسه وعليه ان يبذل نفسه لأجل شعبه وبلده والحاكم لأجل شعبه وبلده موجود بوضوح في البلدان المدعية بالكفر والحاكم الذي لأجل نفسه هو يبذل نفسه لأجل نفسه ولايبذل نفسه لأجل شعبه وبلده بالمطلق وهو موجود بوضوح في البلدان المدعية بالإسلام وليبيا أشمل مثالا لحكام لأجل انفسهم وليسوا حكاما لأجل الشعب الليبي ولأجل ليبيا . 

من وقائع حكام ليبيا الذين هم حكام لأجل انفسهم هو ادخال ليبيا في مناخ عاصف تتقلب فيه فصول من الحروب المدمرة وأنواع الجرائم المروعة المنظمة وغير المنظمة وانهيار الأنظمة القانونية المنظمة للحياة ، ادارية واقتصادية واجتماعية وسياسية والدفع بالليبيين الى أدنى حياة واحط معيشة كونية يتدرج فيه االليبي متقلبا من فقير الى أفقر ومن جائع الى اجوع ومن رث الثياب الى مهترئها .. ومن قدم تقطع حذاءها الى حافيها.. ومن أمراض محروما من دواء يداويها.. ومن عزة الحياة الى ذلها وواطيها .. يحيا حيوات متعددة ومعقدة فيها مهموم و مكلوم ومحروم ومهضوم ومهزوم ومظلوم . 

وغير ذلك فان هناك حالة انحدار عام في ليبيا تتوالي شدة انحدارها مع كل يوم وكل شهر وكل سنة يتوالى فيها حكم هؤلاء الذين هم حكام لأجل انفسهم وليسوا لأجل الشعب الليبي والبلاد الليبية ، ومن خصائصهم أن يحيطون انفسهم واتباعهم وعائلاتهم بالاموال والمزايا من الحساب العام دون ان يهموا بضرورات الكفاح والمجاهدة وتحمل المخاطر ومواجهة الباطل بالحق لإنقاذ ليبيا وانقاذ الشعب الليبي  ومن خصائصهم ايضا أن يتحاشوا الصدام لاجل الليبيين وليبيا ولايتحاشون الصدام لاجل انفسهم ولكم أمثلة في تحاشي ردع الجرائم التى تفتك بالشعب الليبي والتى طالت حتى اطفاله وتحاشي ردع نهب وسرقة الاموال والأملاك العامة وتحاشي نزع السلاح الذي هو بلية البلايا وغير ذلك من الأمثلة ، ولكم مثالا في انهم لايتحاشون الصدام لاجل انفسهم ببروز ثلاث حكومات وثلاثة اجسام تشريعية دون ان يهتموا ان ذلك سيقسم ويفتت ليبيا على ماهى مفتتة ومقسمة ودون ان يكترثوا ان ذلك تعقيدا للحياة الليبية التى هى اصلا معقدة . 

ومن خصائصهم الاخرى انهم لايستقيلون ولا يتنحون لعل غيرهم يغير اوضاع ليبيا الى الأفضل ولايعملون البتة لتغيير اوضاع ليبيا، ولا يريدون حل وانهاء وجودهم الخامل العاجز الفاشل بل يمددون ويبقون غصبا وقهرا واستبدادا على الشدة المتوالية لانحدار ليبيا وشعبها وكأنهم أضمروا ذلك لليبيا وللشعب الليبي وهنا يصبح وجودهم خطرا وبلاء على ليبيا و الشعب الليبي لأنهم عجزة لايستطيعون إنقاذ ليبيا ولايسمحون لغيرهم بانقاذ ليبيا بتشبثهم بالحكم وعدم تنحيهم وعدم تزحزحهم من حكمهم لعل غيرهم ينقذ ليبيا اذ ماتنحوا وإذ ماتزحزحوا  واذا كانت هذه هى الديمقراطية الحديثة فأنها والله ديمقراطية مفجعة ، لانها تنتخب وترشح الحمقى والسفهاء وتسلطهم  على العقلاء والحكماء ولأنها تنعش الحمقى والسفهاء وتدمر الاوطان والشعوب .    

والحقيقة ان ينحدر الشعب الليبي وتنحدر ليبيا مع وجود حكام عليهم مسؤولية إنقاذ شعوبهم وأوطانهم ولايعرف عنهم الا الجدال والثرثرة بشعارات وعناوين خاوية بالية ولايعرف عنهم الا الكسل والخمول والسياحة في الارض والإقامة في الفنادق الفخمة على الحساب العام والاستهلاك الفاحش لاموال ليبيا على حياتهم الخاصة والجشع والطمع في الاموال العامة فأنهم في الحقيقة حكام حمقى وخرقى ولايجب لمثل هؤلاء ان يكلفوا حتى بإدارة مدرسة ابتدائية فكيف يكلفون بإدارة ليبيا وشعبها ؟، وكيف يصمت عنهم الشعب الليبي الى الآن ؟، عجبا..والله عجبا ، وأنهم اشد المجرمين اجراما حتى وان لم يدروا وكانوا غافلين عن ذلك لحمق او لجهل لأنهم افسدوا حياة الشعب الليبي وافسدوا البلاد الليبية وفترة الإفساد لليبيا وشعبها كانت من المجلس الانتقالي ومكتبه التنفيذي ثم المؤتمر الوطني وحكوماته ثم مجلس النواب وحكومته ثم مجلس الدولة وهى فترة خزنت في تاريخ ليبيا كتاريخ فاضح واضح وهى فترة موثقة ثقافيا وحتى دماغيا في ذاكرة الشعب الليبي كأثباتات اجرامية راسخة لاجدال فيها ولن يستطيع اي حاكم مسؤول في هذه الفترة الهروب من العقاب والحساب عاجلا او آجلا  وإنني أراه عاجلا وماذلك ببعيد .

محمد علي المبروك خلف الله 

المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة تحرير المختار العربي 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر