محمد المبروك لصحيفة المغرب :أطراف الصراع تتقاتل على اهم مورد وطني من موارد ليبيا دون ان تتجنب ذلك لأجل المصلحة الوطنية

قال الكاتب الليبي محمد علي المبروك في حوار لـ«المغرب» انّ الصراع في ليبيا دخل منعرجا أكثر خطورة هذه الفترة نتيجة تجدّد الصراع حول النفط ، مشيرا الى ان النفط يبقى أهم مراكز الصراع سواء على مستوى ليبي محلي أو دولي أيضا. وأضاف انّ الوضع الليبي الحالي في كافة اوجهه هو الاسوأ على الاطلاق ويتطلب الانطلاق نحو إعادة الأمور إلى نصابها وليس معاندتها

• لو تقدّمون لنا واقع المشهد السياسي والأمني الرّاهن في ليبيا؟
المشهد السياسي الليبي مشهد لا ضابط قانوني او دستوري أو مؤسسي له ، عبث وفوضى بكل معنى الكلمة تحرّكهما مصالح الأطراف السياسية التي تقدم مصالحها على المصالح الوطنية ، والمشهد الأمني فراغ كامل لا وجود له وانفلات في كل شيء ، انفلات اجتماعي وانفلات اقتصادي وانفلات سياسي.

• ماذا عن معركة النفط الاخيرة ماهي أبعادها وتداعياتها على المشهد الليبي ؟
أطراف الصراع تتقاتل على اهم مورد وطني من موارد ليبيا دون ان تتجنب ذلك لأجل المصلحة الوطنية مما يدل ان هذه الأطراف لا همّ لها إلاّ السلطة ولو على حساب ليبيا وعلى حساب مواردها وإمكانياتها ، وأبعاد هذه المعركة بالنسبة لأطراف الصراع هي ابعاد مكسبية لمن يسيطر عليه لان النفط يتيح قوة سياسية لاعتماد بعض بلدان العالم على النفط الليبي، ويتيح قوة وطنية لان ليبيا تعتمد عليه تماما .وسيبقى النفط اهم مراكز الصراع في ليبيا لاعتماد ليبيا عليه.

• من هي اهم الاطراف المتصارعة في هذه المعركة ؟
الأطراف العسكرية في هذا الصراع :-هي الجيش الوطني في شرق ليبيا وهو خليط من افراد عسكريين نظاميين وجماعات من التيار الديني السلفي متحالفة معه وبعض الأفراد المتطوعين في هذا الجيش ، والطرف الثاني هي عصابات مسلحة وهى أيضا خليط من ثوار فبراير وجماعات من السلفية الجهادية المعروفة بتطرفها.
المستغرب هنا استعانة الطرفين بجماعات دينية لا تعترف بوطن ولا تعترف بشعب ، وذلك باستعانة الجيش الذي يقوده حفتر بالسلفية السعودية واستعانة ممن سموا ثوار فبراير بالسلفية الجهادية والتي تتكون من عدة جماعات متطرفة.

• هناك من يرى ان ليبيا باتت تعيش صراعا سياسيا مسلحا ما تعليقكم؟
نعم هو صراع سياسي مسلح ولا توجد في ليبيا قوة وطنية بالمطلق فهي قوى سياسية ودينية لا تحمل اهدافا سياسية او اهدافا دينية وليس لها اهداف وطنية .

• كيف ترون قرار تعليق البرلمان العمل باتفاقية الصخيرات، هل سيعمّق ذلك الازمة؟
البرلمان الليبي برلمان خامل وهي افرازات للأسف الشديد من افرازات الشعب الليبي الذي لم يوفق في اختياره ، ولا افهم وجود برلمان في دول تحترق ويقيم افراده خارج الدولة او يسيحون في دولة العالم او ينزلون في الفنادق إلا ان يكون برلمان حمقى حقيقة ، وحول تعليق البرلمان لاتفاق الصخيرات فانه تعليق المتخبط لايدرك ابعاد ومآلات الأمور ، لان الوضع الليبي في كافة اوجهه هو اسوأ ما على الارض من سوء ويتطلب الانطلاق نحو اعادة الامور الى نصابها وليس معاندتها.

• ماذا عن مطالبة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة ، هل هذا هو الحل برأيكم؟
أراه حقيقة مناورة سياسية ، لاجتياز اتفاق الصخيرات ، وذلك مطلوب لو كان صادقا فإجراء انتخابات برلمانية مبكرة ورئاسية سيقطع الطريق على الدافعين بليبيا نحو الأسوأ ولكنني اؤكد لك والأيام ستجلي ذلك ان البرلمان الليبي لا ارادة وطنية له.

• ماذا عن المبادرات الخارجية واقصد بالتحديد المبادرة الاخيرة المصرية التونسية الجزائرية هل ستلقى طريقها لحل الازمة في ظل هذه التطورات الاخيرة ؟
اقولها لكل الأخوة من دول الجوار الشقيقة وأنا على علم بما يحدث في ليبيا ، الأخوة في تونس ومصر والجزائر عليكم التدخل وبقوة لإعادة امور ليبيا الى نصابها والشعب الليبي سيؤيد تدخل اخوانه ، لان ما يجري في ليبيا بدأ يؤثر فعليا على دول الجوار من اخواننا وسيزداد تأثير الوضع الليبي على دول الجوار مع كل لحظة توالي زمنية ، ولو تدخلت الجزائر وتونس ومصر بقوة ستعاد الامور لنصابها، السياسيين في ليبيا وأطراف الصراع حقيقة هم ضعفاء وعلى حداثة عهد بالسياسة ولايدركون مايفعلون ، اقول ذلك بكل مسؤولية.لن تؤثر التطورات الاخيرة على اي مبادرة متى كانت تلك المبادرة قوية ملزمة لكل الأطراف.

• هل ستهيئ التطورات الخطيرة لتدخل عسكري اجنبي ؟
نعم بكل تأكيد دون الحديث عن الظروف الحالية هناك دعوات على مختلف المستويات تطالب بالتدخل الأجنبي في ليبيا لان الشعب الليبي وجد نفسه محاصرا بين اطراف لا تعرف إلا الحرب والقتال ولا تعرف البناء والحكمة ولان الشعب الليبي يتعرض الى أشكال من المعاناة ولامنقذ ولا منجد له ، هناك حالات خطف لأطفال ونساء ورجال تحدث يوميا وحالات قتل يومية وسرقة ونهب وانهيار لكل شيء انهيار لقواعد المرور انهيار للخدمات الصحية انهيار للخدمات الإدارية والكثير الذي لايعدّ من الجرائم والفجائع التي يتعرض لها الشعب الليبي والمجرمون لا يعاقبون ولا يلاحقون، اضافة الى عمليات تدمير ممنهج للمنشات العامة ونهب وسرقة لكل شيء طال حتى أسلاك الكهرباء العامة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر