الموقف العربي من الاستفتاء في كردستان

 حتى الساعة يستنجد العرب دولاً و جامعة بالصمتْ او بالسكوت باستثناء تصريح وكذلك رسالة بعثها السيد الامين العام للجامعة العربية الدكتور احمد ابو الغيط الى السيد مسعود البرزاني يطالبه فيها بتأجيل الاستفتاء , لعل َ في صمتهم تعبير بأن ليس عندهم ما يقولوه او يفعلوه او اهتداء بحديث الرسول ( ص ) ومَنْ كانَ يؤمن بالله وباليوم الاخر فليقلْ خيراً او ليصمتْ . او لعلَ في سكوتهم رضا وفي عرفنا القول بأن السكوت علامة الرضا

 لا أحد لا يدرك البعد الاستراتيجي السياسي والاقتصادي الإقليمي و الدولي للاستفتاء ومن ثم لانفصال اقليم كردستان لتأييد و ترحيب و دعم اسرائيل للاستفتاء ( وهي الجهة الوحيدة على الأقل علناً صرّحت بموقفها الداعم ) دلالات عن استراتيجية الموضوع وعن أهميته سياسياً و أمنياً لكيانها ، وما تراه اسرائيل يراه كذلك حلفاءها في السِّر و في العلن ، القُدامى و الجُدد و لا نبالغ او نتجاوز في تنبئنا في القول بأن اسرائيل ستكون اول جهة تبارك نتائج الاستفتاء (إن حصل ) والاعتراف بانفصال اقليم كردستان إن وَقعْ .                             

 دول عديدة ومنها عربية ترى في مصلحتها أن يكون لإسرائيل أصدقاء حدودهم مع تركيا و ايران .  أَوَلمْ يحتدم السجال و تتكرر التصريحات السياسية لملوك و لرؤساء عرب  و لغيرهم عن الجغرافية الاستراتيجية للمنطقة و عن الهلال الشيعي  والمسار البري الذي يسمح لإيران بالوصول الى البحر الأبيض المتوسط ! لم يهدأ بال لإسرائيل و هي ترى تواجد مقاتلي حزب الله وكذلك مستشارين من الحرس الثوري الايراني بالقرب من حدودها عن جنوب سوريا او عن الاردن ! في ذات المعنى ، يجب تفسير و فهم الحرب المستعرة على اليمن ! من اجل ان لاتكون ايران او حلفاءها على الحدود السعودية !                    مصلحة اسرائيل و صراع التواجد على الحدود و مَنْ هو خلف الحدود و مَنْ هو جارك ،جميعها معايير و معطيات تحكم مواقف دول المنطقة ومنهم الاشقاء ازاء مايحدث اما مفاهيم القومية العربية و الانتماء القومي و الأمن القومي العربي و وحدة و سيادة تراب هذه او تلك الدولة العربية اصبحت من الادبيات السياسية الموروثة والمصابة بداء العقم .   

 لهذا الصمت العربي استثناء او دعنا نقول لهذا السكوت العربي إفصاح نجده في آراء و طروحات كُتّاب صحيفة الشرق الأوسط و صحيفة الحياة و الذين ذكرنا بعضهم في المداخلة السابقة بتاريخ ٢٠١٧/٩/٧ و بعنوان  الحملة الإعلامية الكردية الخ …  : إفصاح يدلُ على أَنَّ السكوت العربي هو رضا من البعض بالانفصال .                 

المُثير للعجب بأن بعض اشقاءنا العرب لم يصمتوا تجاه ما حدثَ في العراق ، وقد حدثَ الكثير ، إلاّ في موضوع الاستفتاء الكردي ؟ أقاموا الدنيا و اقعدوها عن اكذوبة حكم طائفي في العراق ،عن تهميش و إقصاء للمكوّن السني في العراق ، عن ارتهان العراق لإيران ، عن  تدخل ايران في العراق ، عن الحشد الشعبي في العراق ، عن خروج العراق من الحضن العربي ، الخ …  وكانت مُبررات و دوافع تدخلاتهم في الشأن العراقي او مقاطعتهم للعراق او انحسار علاقاتهم مع العراق تسّوق تحت شعار الحرص على عروبة العراق ،الحرص على سيادة و وحدة تراب العراق ، الحيلولة دون تقسيم العراق ! بَيَدَ ما يواجهه العراق اليوم هو حدث  الاستفتاء الذي يقود الى تقسيم العراق و الى اكثر من تقسيم العراق ! فلماذا هذا الصمت والسكوت ؟  اين حرصهم على وحدة ارض العراق وسيادته ! اين حرصهم على المكون السني وضياع العراق يعني ضياعه ! وكم أخافونا ألمرجِفُون  من خطر ايران و زايدوا علينا بحرصهم على كيان و دولة وسيادة العراق من خطر ايران و اذا بهم هم الغائبون عن مشهد التضامن مع العراق و ايران هي الحاضرة . قد ينبرئ سائل ويقول  -وله الحق في ذلك -بأن ايران حاضرة في المشهد بتضامنها مع وحدة العراق لمصلحتها لوجود  ملايين الكرد من مواطنيها ؟ أجّبه بكل تأكيد ولكن في النتيجه موقفها و ما تقوم به من وساطات تجاه الإخوة الكرد لاقناعهم بالعدول عن الامر إجراءات  تصب في مصلحة العراق وبكافة مكوناته والمثل يقول تُقاس الأمور بخواتمها .

لم يك الامر صعباً لاخواننا من العرب و الذين لهم قوة و تأثير او للجامعة العربية من الشروع بفكرة او بمقترح لحلحلة الموضوع حتى و إِنْ سادَ احتمال الفشل ! نجاحهم نحسبه والتاريخ في نيّتهم وفِي ارادتهم 

د.جواد الهنداوي .في ٢٠١٧/٩/٩

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر