الإذاعات ‘ العربية ‘.. واللغة العربية

             

  

  لاشك أن دور الإذاعات كان له تأثيره قي توجيه الرأي العام العربي طيلة عقود ، منذ ان اهتمت دول كبرى بإقامة محطاتها الخاصة. لخدمة أهدافها، ونشر ثقافاتها،  نجح بعضها نجاحا كبيرا، وتعثر  البعض الاخر،  لكن متابعة لما تبقى من قديمها أو جد من جديدها يلاحظ غياب حرص مفترض على أسس وتفاصيل  اللغة العربية  ، بل وفي بعض الأحيان يظهروكأنه متعمدا،  تلعثم وارتجاف مذيعيها ، والإسراف في الخطأ  ، اذا ما اعتبرناه خطأً غير مقصود  .

الاعتراض ليس على اللغة فقط ، وإنما ايضا على مضمون الكثير من البرامج التي لا تحافظ على لغة          عربية سليمة ومنطقا  صحيحا ،  كلما إقتضى الامر ذلك ،  خاصة في نشرات اخبار وبرامج جادة لا   حاجة فيها لتسفيه  اللغة،  وكأن المقصود التلاعب بمسامع المتلقين، وتعويدهم على ركاكة ممجوجة ،  ولجوء البعض الى التلكؤ المفتعل في مخارج الكلمات والألفاظ  ، ليصارالى إستبدالها بمصطلحات  من لغة اخري، هي في الغالب لغة الإذاعة الأم .

وهكذا ما نشير إليه لايقتصر على إذاعات محددة ، وإنما يشمل طيفا منها ، من أقصى غرب العالم الى شرقه، مرورا طبعا ،وهذه ثالثة الأثافي  بالعالم العربي او الوطن العربي ، سمه كما شئت ،  لكن اللغة هي قاسمه المشترك الأكبر،  وهي المستهدفة في مراحل قريبة قادمة ، كجزء من العولمة التي تستهدف كل شئ  ، يقف في طريق  العالم الجديد الذي ينبغي ان يكون وحيد اللغة والثقافة. والإعلام  والعلوم  ، وما يستتبع ذلك في مجالات العقائد والدين والفكر والاخلاق والسلوك والمعاملات والاقتصاد      والمصالح  ،. وفي البدء كانت الكلمة. التي هي عنا اللغة.     

 المذيعون والمذيعات ، الأعزاء والعزيزات  ،  يجدون صعوبة فيما نسمعهم يتلونه من اخبار او تعليقات او في برامج حوارية  ليتعلعثموا ، ثم ينطقون الكلمات كيفما اتفق ، هذا حقهم ، ولكن الاولى حقنا في ان نسمع لغة سليمه تحافظ على أعز ما نملك من مقومات شخصيتنا ،وعلى الأقل اخر ما يتبقى لنا من مظاهر وحدتنا ( القومية ) الضائعة  .

إسقاط نظرية ( المؤامرة ) سهل ويسير ، ولكن المحل له هنا  ، لأن افتراض حسن النوايا وارد ، ولكن الحيطة والانتباه  واجب ، والتنبيه أوجب  علينا ،  لأننا نعيش ( التغريب )  و ( التشريق )  واقعا في مجالات الحياة كافة ،  ويكفينا شاهدا على ذلك في مجال التعليم لكي لانزعجكم بالسياسة والثقافة والاقتصاد،  والله يستر على الدين  اذا سلم من التأثيرات المباشرة لمخرجات كل هذه القطاعات الحيوية .

اللسان العربي لابد ان يكون ( مبينا ). والصرح العربي لابد ان يكون ( متينا ).   وهذا مانرجوه  .

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر