مقال محمد علي المبروك : من اليوميات الليبية… وتبقى تاريخاً فاضحاً

_ [ منقول عن ليبيا المستقبل ]  24 مايو 2016 ،،،    لم تعرف ليبيا ولم يعرف شعبها أمواجا لاطمة من السوء تتوارد شدائدها على الانفس الا في عهد فبراير.. أطفال وفتيات في ليبيا يختطفون في وضح النهار وعلى فضح الانظار وقلوب امهاتهم تحترق ، فبعضهن في مطلع الجنون وبعضهن داهمتهن جلطة ، وبعضهن يختنقن في كآبة مرضية شديدة.. مصارف لا تستطيع ان تسحب منها معاشك الا بعد عسر او بعد كسر او بعد ان تدفع رشوة وعجائز وشيوخ من التدافع امام المصارف لقوا مصرعهم قبل ان يلقوا معاشاتهم.. طرق مقفلة ومعابر مسدودة بالركام او بكثبان الرمال ، ولا يستطيع الليبي اسعاف ابنته التى بلعت قطعة معدنية ليوصلها للمشفى او السباق بزوجته التى حان مخاضها ليوصلها للمشفى او اسعاف ابنه المريض… بل يقف الليبي امام الطريق او المعبر المسدود ؛ يبكي ويبكي بمرارة ويجهش بحرارة وقد أوقفه سد الطرقات على إسعافهم ، وينظر الى حال ابنه او ابنته او زوجته وهم يموتون أمامه ، ولا احد به يبالي ولا من يكترث به ، وكثيرة هذه الحالات في المنطقة الغربية من ليبيا.

ثلاثون ليبي من مئة ليبي ؛ معاشاتهم قطعت عنهم، منهم من يطوف مواضع القمامة ، ومنهم من يذل نفسه بالتسول ، ومنهم من خرج لقطع الطرقات على العابرين ، ومنهم من يعيش أيامه جائعا يقتات هو وأسرته على اليسير القليل من الطعام بمايبقيه حيا.. قيادة السيارة في ليبيا كقيادة حماراو حصان او جمل  او بغل  (اكرمكم الله باحسن خلقة) دون ترخيص ودون لوحات رقمية ودون تعليم او تدريب ودون قواعد مرورية ، والذين يقودون في الطرقات أطفال ، او نساء لم يتعلمن قيادة السيارة  او سكارى ومدمني مخدرات ، وحتى فاقدي العقل، لهذا فان اغلب حوادث الطرقات في ليبيا هى حوادث فظيعة قاتلة تتقطع فيها الأطراف الى اشلاء او تتهشم فيها الجماجم والأقفاص الصدرية. جواز سفر لا تتجاوزه الا بعد دفع رشوة او بعد ايام من التدافع والاختناق والشجار بين الزحام.. انواع من المخدرات تباع كما تباع انواع من الحلوى للمراهقين والشباب ، وليبيا سوق عالمي  مفتوح على مصراعيه وعلى وسع ذراعيه لتجارة المخدرات ، وعلى صغر هذا السوق ولكن متعاطيها اكثر عددا ومددا من اكبر اسواق المخدرات المفترضة في الدول الاخرى..

قدم عهد فبراير لأغلب ابناء الشعب الليبي هدية تدريجية بحشرهم في مرتبة من الفقر وقدم لحكامه هدية فورية بحشرهم في مرتبة من الثراء والغنى حيث نزع عن الشعب الليبي غطاء الحماية المعيشية المعروف بالدعم السلعي ثم سُعرت اسعار الغذاء والدواء والكساء تسعيراً مسعوراً ؛  ففقد اغلب ابناء الشعب الليبي الأجود والأضمن والاصح من الغذاء والدواء والكساء ولجاؤا الى الأردأ والأغش والضار من الغذاء والدواء والكساء لانها الأرخص قليلا.

حالة من الخوف المزمن يعيشها ابناء الشعب الليبي في تنقلاتهم ومعاملاتهم ومنازلهم بسبب المخاطر واتساع وسطوة الجريمة في الحياة الليبية ؛ فيتعرض الليبي من مجرم اومنحرف الى القتل او السرقة او تهشيم سيارته او يتعرض للصفع او الركل او اللكم او الاذلال والاهانة او خطف ابنته من سيارته او منزله ولا احد ينصفه ولا احد يشفي غليله ولا احد يمنحه حقه بعقاب للمجرم الذي تعرض له.

أعداد كبيرة من المعلمين في هذا العهد المُهلك لاعلاقة لهم بعلم او تعليم وشهائدهم مزورة عينوهم بعقود لمدارس التعليم الابتدائي والاعدادي يعلمون الجهل لاطفال ليبيا، جهلاً يعلم ،وليس علماً  يعلم.. لايوجد في المشافي العامة أطباء بل طلبة التدريب العملي من كليات الطب البشري وقد اخذوا على عاتقهم تشخيص الحالات المرضية على سبيل ؛ التجربة والتدريب في حياة الليبيين ،  والعلاج ان يحتفظ الليبي بحياته مع المرض او يموت ويموت معه المرض (حفظكم الله من كل مكروه).

يُسّئل ويحاسب ويعاقب عن هذه الامواج ؛ كل من قاد عهد فبراير المُهلك من وزير اونائب او قائد عصابة مسلحة او اي حاكم تشريعي وتنفيذي من بدايات هذا العهد المُهلك والى الآن ؛  فالحاكم مسؤول عما يحدث في عهده وعلى المعلن في حياة ابناء الشعب الليبي من ؛ صراخ مدوي وبكاء مرير وغضب محتدم لتركه وحيدا بين لطمات وصفعات امواج السوء ، ولا حاكم رشيد تشريعي اوتنفيذي ولا حاكم من حكام عهد فبراير المُهلك يكافح حتى ولو مجاملة امواج السوء .. او حتى يصانع الشعب الليبي فيصرخ لصراخهم او يمسح دموعهم ، اويغضب لغضبهم طالما هم خاملون خاملون .. بل يثرثرون بعيدا عنه عبر وسائل الاعلام ويتناطحون فيما بينهم كتناطح الثيران المجنونة ، ويكيدون له كمكائد الشياطين الملعونة، ولا يثرثون ولا يتناطحون الا لأجل الاستمرار حكاما على معاناة الشعب الليبي ، ولأجل استمرار الأموال والمزايا التى خصصوها لانفسهم وليس لأجل الشعب الليبي وقد أمعنوا فيه التعاسة والتى يقابلها رفاههم الأناني الذي كونوه بتخصيصهم الأموال لانفسهم ، وجعل الحكومات المتعاقبة مكاتب صرافة ومكاتب خدمية لانفسهم ؛ تصرف لهم الاموال وتستخرج لهم الجوازات وتذاكر السفر وتحجز لهم الإقامات وتوفد ابناءهم الى المدارس الخارجية وتتكفل بعلاجهم في الخارج وتوفر لهم الحراسات الخاصة (بل وصل الامر الى دفع تكاليف الخمور في بعض الفنادق العالمية وتوفير …. لافراد بعينهم وليس كلهم من مجلس النواب والمؤتمر الوطني المسمى الآن مجلس الدولة والحكومات التنفيذية المتعاقبة )  فكل الحكومات في فبراير قامت كحكومات صرافة وخدمات للحكام التشريعيين والتنفيذيين وليست قائمة لأجل الشعب الليبي مطلقا، لك الله تعالى ياشعبنا.

محمد علي المبروك خلف الله

Maak7000@gmail.com

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر