تقرير: هل ستكسب واشنطن رهانها على جواد الأكراد في سوريا ؟؟

بعد الدعم العسكري والمالي الذي قدم لهم من أجل القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا لا تزال العلاقة بين الولايات المتحدة والأكراد تثير تساؤلات لاسيما بعد إقامة حلف استراتيجي معهم في العراق أيضا فما الدور الذي تعده واشنطن للأكراد وفق الطموح الأمريكي في المنطقة ؟؟

بعد إعلان واشنطن بإنشاء قوة عسكرية على الحدود السورية مع تركيا تخضع لوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية ارتفعت وتيرة التصعيد العسكري من الجانب التركي بإعلانه الاستعداد لاجتياح مدينة عفرين السورية وطرد المقاتلين الأكراد منها ما ينبئ بتوتر شديد في العلاقات التركية الامريكية رغم تحالفهما في حلف الناتو

لكن السؤال الأبرز هنا هل غضت واشنطن الطرف عن تعاملها مع تنظيم يصنف في القوائم الدولية بـ الإرهابي بحسب ما اعتبره مجلس الامن الدولي باعتبار حزب العمال الكردستاني تنظيما إرهابيا

فمع قرب انتهاء عملية محاربة “داعش”، كان هناك توقع بوقف واشنطن دعم الأكراد في سوريا. غيرَ أن الإعلان الجديد بإنشاء قوة على الحدود قوامها 30 ألف مقاتل، هدفها – حسب ما أعلنت عنه واشنطن – توفير أمن الحدود، فتح جبهة خلاف قوية بين واشنطن وأنقرة الذي اعتبرت الحدث “لعباً بالنار”، كما أعطى هذا الإعلان بعداً جديداً لمخططات الولايات المتحدة، ليس في سوريا، بل كذلك في العراق.

وعليه كانت الولايات المتحدة بحاجة إلى حليف داخل سوريا لمواجهة “داعش” من جهة، وللرفع من ضغوطها على نظام الأسد، وكذا لمواجهة التمدد الروسي-الإيراني، فوقع الاختيار على المقاتلين الأكراد الذين رأوا في واشنطن قوة عسكرية تساعدهم في التصدّي لخصومهم، ورأوا فيها كذلك حليفا سياسياً يتيح لهم دوراً أكبر في مستقبل سوريا، سواء إن استمر نظام الأسد الذي وقع بينه وبين المقاتلين الأكراد نوع من التقارب في مواجهة “داعش”، أو إن لم يستمر هذا النظام بما أن المجلس الوطني الكردي، المكون من عدة أحزاب كردية، يوجد ضمن الائتلاف السوري المعارض.

ويوّضح تحليل لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، بعنوان “إدارة التحوّل في العلاقات بين الولايات المتحدة وأكراد سوريا”، أن أهمية الحفاظ على علاقة الطرفين تنبع من رغبة واشنطن ممارسة نفوذ في سوريا، ومن احتمال نشوب صراعات عرقية في البلد بعد مرحلة “داعش”، ومن مواجهة الهيمنة الإيرانية التي تهدّد الهدف الإقليمي للولايات المتحدة. غير أن الدعم الأمريكي لأكراد سوريا، يجب أن يكون مشروطا بأن يحكمون بشكل ديمقراطي، عبر تفادي التضييق على المكوّنات غير الكردية بشمال سوريا، فضلاً عن الابتعاد عن حزب PKK، وتفادي “استفزازات رمزية” كما حدث عندما رُفعت صور عبد الله أوجلان في الرقة بعد تحريرها.

وبهذا تملك واشنطن مفاتيح بقاءها الإجباري في المنطقة لتحقق نظرية باق ما بقيت الصراعات

مصطفى العطار+ وكالات

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر