ليبيا : الحرب تفرض ازمة سكن تثقل كاهل النازحين

طرابلس ليبيا – المختار العربي – خاص

لازالت ازمة النازحين من مناطق الاشتباكات التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس تتفاقم وخصوصا هذه الأيام مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد وقرب دخول فصل الشتاء والذي يشهد موجات برد شديدة وهطول للأمطار بغزارة الامر الذي يلزم رب الاسرة بالبحث عن مسكن ملائم لأفراد اسرته يقيه البرد القارص والامطار.

“بدء العام الدراسي الجديد اجبرنا على مغادرة المدارس”

ومند بدء الحرب في شهر ابريل الماضي شهدت سوق العقارات في طرابلس والمدن القريبة لها ارتفاعا جنونيا وغير مسبوق نتيجة زيادة الطلب وطول فترة الصراع دون حسم من أي الطرفين الامر الذي شكل عبئا كبيرا على المواطن الليبي النازح هو واسرته، وفي لقاء مع “حافظ ” احد النازحين من منطقة الاحياء البرية جنوب العاصمة طرابلس ذكر انه اضطر الى النزوح من مزرعته هو وعائلته وعائلات اخوته المقيمين  معه بنفس المزرعة نتيجة المعارك القوية التي اندلعت بمنطقتهم فجاءة  من دون ان يحملوا معهم أي مواد أساسية فقد كان في سباق مع الزمن من اجل انقاد العائلة وبعد الخروج بحث عن منزل يأويهم ولكن تفاجأ بارتفاع الأسعار لمنازل غير مكتملة وغير مناسبة للسكن والان هو يقيم بأحد المدارس غرب العاصمة وعليه الخروج منها لقرب بدء الدراسة وعودة الطلبة لها وتجاهل كل لجان الازمة والطوارئ لمأساتهم الإنسانية 

وفشلت لجان الازمة المشكلة بالبلديات في إيجاد حلول لهؤلاء النازحين بحجة نقص الدعم وعدم امتلاكها لمنازل جاهزة مع غياب كامل لدور لجنة الطوارئ المشكلة من المجلس الرئاسي واكتفاء بعض منظمات المجتمع المدني بالتصريحات الإعلامية من دون أي دور حقيقي على ارض الواقع الامر الذي جعل المواطن ” نوري ” يشعر بالإحباط من وعود تلاقاها من أحد الجمعيات بمساعدته بدفع جزء من الايجار الملزم بدفعه كل اربعة أشهر مقدما كما اشترط عليه مالك العقار


” سماسرة الازمات استغلوا أزمة النازحين ورفعوا الإيجارات “

وينتقد مراقبون محليون كل من ملاك العقارات وأصحاب مكاتب الوساطة العقارية أو ما يصطلح على تسميتهم بـ “السماسرة” أنهم يحاولون الاستفادة من هذهالأزمة باعتبارهم هؤلاء النازحين فرصة يجب استغلالها بشكل جيد لجني مكاسب وأرباح مادية لهم

وهذا ما ذكره لنا أحد الوسطاء العقاريين أو “السماسرة” بمكتب عقارات بمنطقة الفرناج ( جنوب شرق العاصمة طرابلس ) ان “نقص العقارات وزيادة عدد النازحين جعل أصحاب العقارات يرفعون أسعار المنازل ما بين 100% الى 300% في المناطق الأكثر امنا او للمنازل الحديثة ويشترط على المؤجر ان يدفع مقدما وفي ظل ازمة السيولة التي تشهدها البلاد جعلت من المستحيل ان يتمكن المواطن من الإيفاء بهذه الشروط مما اجبر البعض عن البحث عن منزل بالمدن الأخرى مثل القربولي والخمس وترهونة وزليتن والزاوية”  لتدني الأسعار بهده المدن مقارنة مع العاصمة طرابلس 

ومن ناحية مقابلة يختار رجال الاعمال والاسر الميسورة الحال الإقامة ببعض الدول الأخرى مثل مصر وتركيا وتونس التي تشهد اقبال كبير للعائلات الليبية خلال هذا الصيف هربا من الحرب واصوات المدافع وبحثا عن الراحة والهدوء

بحسب أفادة الأمم المتحدة، في يونيو الماضي ، بأن أكثر من 90 ألف شخص غادروا العاصمة الليبية طرابلس بسبب الأعمال القتالية المستمرة على مشارف المدينة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر