فى ذكرى غزو الكويت ..ثلاثون عاما والجرح لم يندمل

تقرير-المختار العربى

فى مثل هذا اليوم الثانى من أغسطس عام 1990 اقدم النظام العراقى برئاسة الراحل صدام حسين على خطوة غاية فى الخطورة أدت الى تغيرات جذرية فى خارطة الشرق الأوسط حين هاجمت جحافل الجيش العراقى دولة الكويت  عبر 4 محاور رئيسية بواسطة 7 فرق عسكرية واستطاعت غزوها بالكامل واعلانها المحافظة رقم 19

وجاء الغزو بعدة حجج فى مقدمتها مزاعم النظام العراقى فى ذلك الوقت عن اعتداء الكويت على حصته فى حقل الرميلة النفطى المشترك بين البلدين والذى كان يطلق عليه الجانب الكويتى حقل الرتقة

بعد ساعات من الاجتياح العراقي للكويت طالبت كلا من الكويت الى انتقلت قيادتها الى المملكة السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بعقد اجتماع طارئ وتم تمرير قرار مجلس الأمن رقم 660 والذى شجب فيه الاجتياح وطالب بانسحاب العراق من الكويت بشكل فورى

و في 3 أغسطس عقدت الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً وقامت بالاجراء نفسه , وفي 6 أغسطس أصدر مجلس الأمن قرارا بفرض عقوبات اقتصادية على العراق استمرت 20 عاما لم ترفع الا عام 2010 اى بعد 7 سنوات من سقوط النظام العراقى 2003

وفى غضون ذلك بدأت الولايات المتحدة فى تحشيد كبير لقواتها العسكرية بالمملكة العربية السعودية توطئة لحملة عسكرية موسعة ضد القوات العراقية الغازية

مهلة أممية للنظام العراقى 

فى 29 نوفمبر اصدر مجلس الأمن الدولى القرار رقم 678 لسنة 1990 والذى اعطى فيه مهلة للنظام العراقى للانسحاب الكامل من الكويت دون قيد او شرط تنتهى فى 15 يناير من العام 1991  وتضمن القرار تخويلا لإستعمال كل الوسائل الضروريةبما فيها الخيار العسكرى لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولى رقم 660 والقاضى بإنسحاب القوات العراقية من دولة الكويت بإعتبارها دولة مستقلة ذات سيادة

وامتنع النظام العراقى عن الإستجابة للقرارات الأممية واستمر فى سياسة  التصلب والمماطلة رغم الضغوطات الدولية المتصاعدة وتوظيف وإقحام بعض القضايا الآخرى مثل ربط أى انسحاب من الكويت بأنسحاب القوات السورية  من لبنان وانسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان

 وفى التاسع من يناير ببلدة جنيف السويسرية عقد وزيرا الخارجية آنذاك الأمريكى جيمس بيكر والعراقى طارق عزيز اجتماعا سلم فيه الأول الى الأخير رسالة موجهة من الرئيس جورج بوش الأب الى الرئيس صدام جسين يحذره فيها من مغبة الاستمرار فى غزو الكويت وان الخيار العسكرى يات متاحا وجاهزا للتنفيذ  الا ان وزير الخارجية العراقية رفض إستلام الرسالة وغادر والوفد المرافق له , واُعلن فشل المفاوضات الأمريكية العراقية الاخيرة قبل إنقضاء المهلة الأممية  منتصف الشهر

عاصفة الصحراء 

فى الساعات الأولى من صباح 17 يناير 1991 اى بعد يوم ونيف من انقضاء المهلة الأممية انطلقت عملية عاصفة الصحراء العسكرية لتحرير الكويت بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والتى شاركت فيها أكثر من 30 دولة من بينها دول عربية مثل مصر وسوريا

وتعرض الجيش العراقى لخسائر فادحة تحت وطأة حملة قوات الائتلاف أدت الى هزيمته وانسحابه قى 26 فبراير وفى  اليوم الذى يليه 27 اعلن الرئيس الأمريكى جورج بوش ان الجيش العراقى هُزم والكويت تحرر تماما

التداعيات

كان لهذا الغزو تداعيات وخيمة على منطفة الشرق الأوسط بشكل عام والخليج على وجه الخصوص بالاضافة الى الخسائر الكبيرة فى الارواح واعداد المفقودين , دمرت القوات العراقية اكثر من 727 بئر نفطى كويتى ومؤسسات ومنشآت حكومية ادت الى خسائر بمليارات الدولارات

وادى الغزو الى تغلغل النفوذ الأجنبى فى منطقة الخليج وتواجد دائم للقواعد الأجنبية علاوة على تصدع  كبير فى العلاقات العربية جراء اختلاف المواقف ما بين مؤيد للعملية العسكرية ضد القوات العراقية مثل مصر وسوريا والسعودية والمغرب ومعارض أو متحفظ مثل ليبيا واليمن والأردن والجزائر

و على الرغم من مرور ثلاثة عقود على الغزو الا ان آثاره السلبية على الصعد كافة مازالت تلقى بظلالها على المنطقة ,وكلما حلت الذكرى من جديد  نكأت الجرح الذى لم يندمل بعد وأعادت للأذهان العربية والكويتية تفاصيل مؤلمة

محمد سليمان

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر