أجواء ما بعد تشكيل حكومة التوافق في ليبيا … خفايا اجتماعات عقيلة والمقاطعين ..الاحتمالات الثلاث أمام الحكومة

المختار العربي – خاص  –  يستفاد من مصادر ليبية مرموقة أن المستشار صالح عقيلة رئيس مجلس النواب لا يحبذ انعقاد المجلس كاملاً في وقت قريب ، رغم الاستحقاق  الواجب عليه لتدراس و (اعتماد) اتفاق الصخيرات ، وبالضرورة حكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج بعد اكتمال اعلانها الثلاثاء ؛ لانه يشعر ان اغلبية النواب اصبحت لا تريده ، وربما يُصررون على البدء بمساءلته وأن مؤيدوه مؤيدوه يتحججون في تأخير موافقتهم على الاستحقاق بمطلب اعطاء ضمانات للفريق ركن خليفة حفتر قائد الجيش والمؤسسة العسكرية التي اعتبروها خطاً ( احمر ) لكنهم في الحقيقة  يريدون اكثر ..   ضمانات لاستمرار الرئيس عقيلة في منصبه ، وهذا لا يقتصر  على ضمانات داخلية غير مضمونة بالكامل ، ولكن ” خارجية دولية ” بالدرجة الاولى 

واشارت المصادر التي تحدثت ل ” المختار العربي ” رافضة الكشف عن هويتها الى الاجواء التي سادت اجتماع رئيس مجلس النواب مع  المبعوث الدولي مارتن كوبلر في شحات هذا الاسبوع حيث ابلغه كلاما مجاملاً في الغالب لا يمثل حقيقة الموقف بالكامل ، حتى أن كوبلر بدأ غير مقتنع بالكامل ايضاً ، وأن كثيراً من النواب اعتبروا زيارة كوبلر غير ناجحة بالكامل كذلك ، من الدلائل التي لاحظوها ؛ أنهما لم يخرجا معاً في مؤتمر صحفي بعد ان كان يتوقع الحاضرون ان يظهرا سوياً لنلخيص ما تم ( الاتفاق ) حوله . 

وذكرت ذات المصادر ان الرئيس اجتمع مع النواب المقاطعين للمجلس منذ انعقاده  الذين حضروا للقائه بعد ان كان اشترط عدم حضور نائبه إمحمد شعيب  وهو رئيس وفد الحوار الذي وقع اتفاق ” الصخيرات ” المغربية ،  و عند سؤاله لماذا ؟ فهو نائبك و رئيس لجنة الحوار ، قال لهم بأنه حريص على سلامته ، وعبر عن قلقه أن يتم استهدافه بالضرب !  فردعليه  البعض : كيف يتم ضربه وهو بين اهلكم في الشرق و اين الحرس الرئاسي الذي يبلغ قوامه الف ومئتان جندي ألن يكون لهم القدرة على حمايته  ؟  وقيل انه  لم يبدي اهتماماً كثيراً للنواب المقاطعين و تركهم ينتظرونه لمدة ساعة و نصف قبل بدء اجتماعه بهم ، وقال ما خلاصته ” ليس هناك  الا حوار ليبي – ليبي ، و حكومة السراج لا تعنينا كثيراً،   و المجتمع البرقاوي رافض لها ، وامامها صعوبات كبيرة ، وأننا  مع الجيش ، ولا نقبل بأي مساس به ، وعليكم العودة لحضور اجتماعات مجلس النواب ومشاركتنا ، ولكل حادثٍ حديث ،  ولوحظ  اثناء الاجتماع مستعجلاً ، و لم يمتد  الحديث معهم طويلاً ، حيث  جاء احد المساعدين ليبلغه ان الطائرة في انتظارك . 

على صعيد ، يسود الاعتقاد وفق الاجواء العامة الاولية ، في ظل المعطيات الجارية بعد تشكيل حكومة غامضة ، أن. هناك احتمالات ربما تحكم المواقف والتطورات ؛ 

اولها. : في مجلس النواب هناك مجموعة كبيرة – من ضمنها محايدون – يهمها (  الوطن ) و لا تريد التوقف طويلاً امام التناقضات و عناصر الاحباط و ستحاول تبرير وتمرير  اي حكومة تُخرج البلاد من ازمتها التي هي فيها ،  و هناك مجموعة مضادة لن توافق عليها الا بشروطها ، و مجموعة ثالتة جهوية ستنظر للموضوع من زاوية ( المصلحة و الاستفادة )  مع عناصر ناخبيهم وجهاتهم فيها ؛ سواءً مناطقية او سياسية  . 

ثانيها : ان ينعقد مجلس النواب بضغط دولي و اقليمي  ( كبيرين ) و يوافق ضمنيا على اتفاق الصخيرات و تعديل الاعلان الدستوري،  مع بقاء تعديل او تفسير المادة الثامنة من الاتفاق الخاصة بالمناصب العسكرية شرطاً للمجموعة التي تصر على عدم المساس بالجيش وقيادته ،  رغم ان وزير الدفاع العميد المهدي البرغثي هو قائد الكتيبة 204 في الجيش الوطني الليبي الذي يخوض معركة “ الكرامة” و هو عسكري محترف و مشهود له بالكفاءة ، و لم يشارك بالعملية الا بعد ان اقرها مجلس النواب و اعتبرها شرعية ،. رغم ان مؤشرات لا تستبعد ان يعتذر عن تولي المنصب اذا زادت التعقيدات عن مدها . 

ثالثها : ان لا ينعقد المجلس في المدة المحددة  – عشرة أيام – او بعدها بقليل ” باعتبار ان التمديد اصبح سنة مقبولة ”  وحينها يتولى ( المجتمع الدولي ) فرض الحكومة بقرار من مجلس الامن الدولي يؤهلها لمباشرة اعمالها و تتمكن من أن تصدر القرارات المطلوبة منها تمهيداً للمرحلة المقبلة .

رابعها : في غرب البلاد حيث  المؤتمر الوطني العام و من معه من قوى لها وجودها الفاعل على الارض ليسوا  في وارد التعامل مع حكومة السراج من حيث المبدأ ، رغم ان التشكيلة المعلنة ، ضمت عناصرعديدة  في مواقع هامة ينتمون الى القوى ( الفاعلة ) وهو يواصل حشد جهوده وامكانياته لعدم فرضها بالقوة  – كما يقول – على الاقل في العاصمة طرابلس. 

خامسها : موقف السيد علي القطراني نائب رئيس الوزراء وهو من المنطقة الشرقية الذي علق مشاركته في اعمال مجلس الرئاسة و لم يوقع على قرار التشكيلة الحكومية و الذي يعتقد انه يملك  بصفته حق ( الفيتو ) في المجلس الرئاسي يُشير ايضاً الى عدم موافقة الفريق حفتر على التشكيلة ، و قبلها عدم حسم الخلاف حول المادة الثامنة من اتفاق الصخيرات كما ان امتناع السيد عمر الاسود وزير الدولة  – وهو من الزنتان  – يبين الى حد كبير مستوى التنسيق بين المعارضين للتشكيلة ، ولو لكل جانبً من منظوره . 

وفي الخلاصة ؛  فإن الموقف ” ملتبس ” حول الوضع السياسي الليبي بكامله ،  كما يوجد على الحكومة ملاحظات اهمها  ؛  أهمها عنصر المفأجاة في تركيبها وبالوزراء ؛ ففي الوقت كان الجميع يتوقعون ويتداولون اسماء كبيرة 

لوزراء ” اقطاب ” ذوي خبرة او تاريخ معروف ، جاءهم وزراء اغلبهم من  ” الشباب ” على الاقل سياسياً ومهنياً ، و لم يتم التعريف بهم بشكل مناسب ، و لاتعرف خلفياتهم السياسية و الاجتماعية و لم تبرز اسماء أغلبهم  في اثناء ثورة 17 فبراير ،  وحتى الذين يقبلون بها الآن ، فإنهم يفعلون ذلك  ؛ لإنقاذ الوطن بأي وسيلة ، او ثقة برئيسها السيد السراج ، وبقدرته مع اءلمجلس الرئاسي على ادارة الدفة بحكمة وتجاوز السلبيات ، وربما تطعيمها في المستقبل القريب بعماصر ( الحيوية ) اذا ضمنت المصادقة ، وتمكنت من الاستمرار . 

(( المختار العربي )) 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر