فحوى مقال بلوومبرغ حول نزاع غولدمان ساكس والمؤسسة الليبية للإستثمار

نشرت صحيفة ” بلومبيرج ”  الصادرة في نيويورك بتاريخ  29 سبتمبر 2016 تقريراً سردياً كتبه ماثيو كامبل وكيت تشيليل، عن تعقيدات علاقة بنوك ومصالح غربية مع المؤسسة الليبية للاستثمار، مما نجم عنه خسائر مالية للمؤسسة التي تجادل الان في حقيقتها وملابساتها ، وترفض الاعتراف بها ، وهناك قضية منظورة حولها امام المحاكم، وسط توقعات بانها قد تكسب الامر القانوني حولها 

يعود الامر الى عام 2008 .. مندوب بنك جولدمان ساكس يوسف القباج واحد من القلة الذين يستمتعون بالرحلة الى ليبيا . يوسف قباج مندوب مبيعات للأوراق المالية من المقر الرئيسي للبنك في لندن، وجد القباج أن ليبيا يذكره ببلده الأصلي المغرب، وقد اعتبر الاثار في مدينة طرابلس القديمة ساحرة. تحتوي طرابلس على فندق فخم ؛ وهو كورنثيا، بهيكله علي شكل هلال بلون الرمال،  كان القباج فيه ضيف متكرر الى حد انه كان عنده عدد من البدل المخزنة في الفندق في كل الأوقات. يوسف بشعره الأسود وخدوده المستديرة وابتسامته، وكان يجيد اللغة الإنجليزية، الفرنسية، العربية، ولغة التمويل الدولي

التحول السلمي للقذافي أعاد ليبيا إلى البنوك الغربية لأول مرة في عقدين. ثروة ليبيا المقدرة ب 60 مليار دولا في الثروة النفطية، والتي لم تعد مجمدة بموجب العقوبات الدولية السابقة ، وباتت مستعدة لإغراق السوق، وفقا لتوجيهات هيئة الاستثمار الليبية، العلامة التجارية الجديدة لليبيا 

كونه أصلاً من شمال أفريقيا، كان القباج واحدا من الاوائل الذين انتهزوا الفرصة. والمؤسسة الليبية للاستثمار آصبحت أكبر موكليه، وتحول في تلك السنة من البائع الصاعد إلى Rainmaker (المصرفي الذي يجذب المستثمرين الأغنياء) رقم 1 في بنك الاستثمار الأكثر ربحية في العالم. وكان عمره 31 سنة

في 23 يوليو عام 2008، وكان القباج في غرفته في كورنثيا، ينتظر مكالمة بفارغ الصبر على هاتفه المحمول والذي أخيرا رن مع الساعة التاسعة، وأمسك ورقة وقلم لتدوين الملاحظات. على الخط كان مايكل دافي، أحد كبار المسؤولين التنفيذيين لبنك غولدمان في لندن. وأشاد دافي بعمل القباج في ليبيا وقال انه بعد بعض التفاوض، كان البنك على استعداد ليضمن له اجراً قدره 9 مليون دولار. و وهو مبلغ مذهل، حتى في بنك جولدمان

القباج طلب على الفور أكثر من ذلك. كان يعرف أن له دوراً أساسياً  في استخراج كمية غير عادية من المال من عميل غير عادي. من غيره على هذا الكوكب يستطيع بيع مليار دولار من المشتقات 

القباج كان يعمل في وقت متأخر، وطرق عليه الباب نيك بينتريث بعجل، زميله من جنوب أفريقيا والذي سافر معه على واحدة من أولى رحلاته إلى ليبيا. لقد استدعيا إلى اجتماع في وقت متأخر من الصباح مع نائب الرئيس التنفيذي للهيئة الليبية للاستثمار، مصطفى زرتي، وهو صديق لعائلة القذافي. وكان زرتي محتفظا بصورة لسيف الإسلام القذافي معلقة فوق مكتبه. وكانت الاشاعات تتردد بانه كان يهدد به الزوار الذين يغضبونه. وكانت الأسواق مخيفة بما فيه الكفاية في ذلك الصيف. وكان بير ستيرنز، وهو بنك استثماري أمريكي، قد انهار في مارس، وكانت هناك شائعات بأن بنك ليمان براذرز يمكن أن يكون القادم. زرتي أراد من القباج أن يعطيه استثماراً لمحفظة ليبيا في بنك جولدمان

ركب بينتريث والقباج سيارة أجرة في رحلة قصيرة إلى برج الفاتح، وهو عبارة عن مبنيين يطلان على طرابلس في نمط يمكن أن يسمى ما بعد الحداثة الشمولية. وكانت مكاتب المؤسسة الليبية للاستثمار في الطابق ال22.

في العادة، كان القباج ينادى بالدخول فور وصوله، ولكن هذه المرة هو وبينتريث  قُدّر لهما ان يبقيا في انتظارطويل، وفوقهما صورة كبيرة للقذافي في الزي العسكري تحدق فيهما. لم يبدو الوضع طبيعيا. وأخيرا، نودي القباج إلى قاعة اجتماعات بجانب مكتب زرتي، حينها اكتشف ان هناك ثلاثة مصرفيين من البنك الفرنسي سوسيتيه جنرال منافس غولدمان الرئيسي لصفقة المؤسسة الليبية للاستثمار. ورأى بجزع أنهم ممسكون بأوراق بنود الصفقة مع جولدمان وعلى وجوههم 

بدأ القباج في مخاطبة زرتي ،  بملامحه الممتلئة وشعره الأسود الرقيق، وسيجارة مارلبورو بين شفتيه. كان زرتي يحدق في القباج الذي كان يشرح ان جولدمان تمتلك بعض الأفكار التجارية الجديدة. قاطعه زرتي قائلا انه يريد التحدث عن الصفقات التي أجريت حتى الآن. بدأ القباج بالرسم على الللوحة البيضاء، شارحا المفاهيم الأساسية مثل كيف يمكن أن تكون الخيارات “في المال” أو “للخروج من المال”، بينما بدأ بينتريث في شرح تقني للكلمات

زرتي قاطعه مرة اخرى : “يوسف، أنا أطلب منك”  . وقبل ان يتمكن القباج من قول المزيد، انفجر زرتي وهو يصرخ في مزيج من العربية والإنجليزية، اتهم القباج بخداع المؤسسة الليبية للاستثمار في صفقات غير مفهومة ووصف جولدمان بالـ “بنك مافيوزي”، وقال انه باستطاعته أن يتصرف مثل المافيا ايضا. ثم خرج من الغرفة تاركا القباج، وبينتريث ، ومجموعة من العاملين في سحابه من دخان مارلبورو

مهزوزا، سأل القباج مساعدي زرتي عن ما حدث. ولم يكن لدى أي منهم إجابة. بعد بضع دقائق، رجع زرتي وقد زاد غضبه. وقد اشارت كاثرين ماكدوغال، المحامية الاسترالية التي كانت في المكتب في ذلك اليوم، في وقت لاحق الى الكلمات التي تلفظ بها زرتي من السباب ، عندها جمع القباج وبينتريث آشياءهم

تبعهم زرتي الي الممر، قائلاً إذا لم يقم القباج بالتكفير فإنه سينصرف  ،  وكانت مصاعد برج الفاتح تنتظر  . “ما الذي لا تزال تفعلونه هنا؟ أخرجو من المبني ! “وقال زرتي لبينتريث عليك ان تدخل المصعد 

كان وجه القباج أبيضاً من الصدمة. حينها قال له زرتي ملاحظته المرعبة “أنت مجرد مغربي هنا في ليبيا”، 

قصة إغواء غولدمان لسلطات ليبيا المالية – حسب وقائع المحاكمة، شهادة الشهود، وإجراء مقابلات مع الأشخاص الذين شاركوا في المعاملات وجيزة كما أنها كانت مكلفة. مرت بالكاد 12 شهرا بين جولة زرتي الأولى من البنك وتقريعه ألمع نجم شاب في البنك، وخسارة ليبيا ما يناهز 1.2 مليار دولار  ووجدت جولدمان نفسها تستقبل أرباحها من الصفقة ، والتي لا يُعلم على وجه الدقة حجمها ولم تُكشف أبدا. ولكن مهما كان مستواها، الأمر الآن أمام قاضٍ في لندن، والليبييون لديهم فرصة لانتزاع تعويض عن هذا الأمر 

لمدة 65 مليون سنة، على بعد ميل تحت ما هو الآن في الصحراء الليبية، بقايا المليارات من الديناصورات والنباتات والكائنات الحية الأخرى من العصر الطباشيري تتحول برفق إلى نفط خام. أسلاف الإنسان الليبي كانوا يستخدمون أدوات في المنطقة منذ 200،000 سنة، وجاء الحضارات القديمة الفاتحة من الفينيقيين والإغريق، والرومان، وغيرهم في سلسلة من الحكم الأجنبي التي وصلت إلى العصر الحديث. إيطاليا تخلت عن ليبيا بعد الحرب العالمية الثانية، وأُعلنت دولة الاستقلال في عام 1951. وبعد ثماني سنوات، بدأت شركات الحفر الغربية في استكشاف ما يبقى أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا كافة

في عام 1969، بينما كان ملك ليبيا المتحالف مع الولايات المتحدة-خارج البلاد، قام ضابط عسكري شاب وسيم بشكل لافت للنظر بانقلاب طموح. في البداية، حكم معمر القذافي باعتباره قوميا عربيا بشكل عام، مثل أولئك الذين قد جاءوا للسلطة في الآونة الأخيرة في مصر والعراق وسوريا. أصبح تدريجيا أكثر طموحاً ، وأخيراً إعلان نفسه قائداً للجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى.  وبحلول الثمانينيات، تعززت شهرة القذافي اتهم بالمسؤولية عن تفجير ملهى ليلي في برلين، واستهداف جنود امريكيين فيه ، وإسقاط طائرة بان أمريكان فوق اسكتلندا مما أسفر عن مقتل 270 شخصا. أطلق عليه الرئيس الأمريكي رونالد ريغان أقذع الأوصاف، وهي الشهرة التي لازمت القذافي حتى وهو يستطيع أن يمد أمد نظامه في حكمة ماكرة دخولاً إلى القرن الـ21 الحالي 

العقوبات التى قادتها الولايات المتحدة أصابت الإقتصاد الليبي بالشلل بشكل مضطرد . ثم، في عام 2003، عرض القذافي على الدول الغربية التخلي الطوعي عن برامج أسلحة الدمار الشامل الليبية. اصبحت الدول الغربية حريصة على مكافأة السلوك الجيد، خففت الولايات المتحدة العقوبات، واستعادت العلاقات الكاملة في عام 2006. القذافي الذي ربما كان دكتاتورا أجبر مواطنينه على دراسة كتابه الأخضر حسب الرؤية العربية، لكنه كان فجأة صديق الغرب يمكن القيام بأعمال تجارية معه. وكان هذا التحول كاملًا ، حتى أنه في زيارة وحيدة قام بها إلى نيويورك استطاع أن يبرم اتفاقا لنصب خيمته في حديقة وستشستر التابعة لدونالد ترامب

عودة ظهور ليبيا، والثروة النفطية الهائلة، والتزامن مع عصر الطمع الجامح تقريبا على وول ستريت يتجلى ذلك أكثر ما يتجلى في بنك جولدمان ساكس. في نفس العام الذي أنشئت فيه المؤسسة الليبية للاستثمار، حقق جولدمان أكبر ربح في تاريخ وول ستريت. دفع البنك أجراً متوسطاً 622،000 $ لموظفيه الكبار . ليبيا، الدولة النفطية الغنية كانت تطمح بشدة لأن تدخل هذا العالم المتوحش وشكلت “العميل المثالي” لأي بنك أو مؤسسة استثمار

القاباج انضم لمكتب غولدمان في لندن في عام 2006. ولد لعائلة ثرية في الرباط ، التحق بمدرسة ليسيه لوي لو جراند في باريس، ووتحصل على شهادة في الهندسة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المشهور. جولدمان وظّفته بعد فترة قضاها في بنك مغربي، وتقدم في البداية القباج على وظيفة واحدة في “quants”، أي خبراء الرياضيات الذين يضعون استراتيجيات التداول الحسابية وراء الأبواب المغلقة. ولكنه كان يصر على دور في المبيعات، اقتناعا منه أنه يمكن أن يتسلق السلم أسرع بهذا الشكل نتيجة لقربه من العملاء. كانت الوظيفة الوحيدة المتاحة في فريق يغطي أفريقيا، والتي كانت في ذلك الوقت، راكدة داخل الشركة ولم يكن هناك أي دخل يذكر من وراء هذه القارة

كان القاباج أحد أوائل الذين أدركوا أنه لكسب المال في أفريقيا، فإن غولدمان سيكون عليها الإتجاه لليبيا، وقال لزميل له في فبراير 2007 أن صندوق ثروتها كان “واحدا من الاحتمالات الرئيسية لدينا” قام بالإتصال بمؤسسة الإستثمار الليبية،وقيل له أن مصطفى زرتي كان من المقرر أن يكون في لندن في وقت قريب، وسوف يستمع إلى ما كان القباج وزملاؤه يريدون قوله

أكدت خلفية زرتي الغرابة الأساسية لممارسة الأعمال التجارية في ليبيا، حيث كان هناك عدد قليل من الشركات الخاصة وبطاقات الائتمان لم تكن موجودة حتى عام 2005. قبل وصوله إلى المؤسسة الليبية للاستثمار، عمل في صندوق مالي يديره أوبك وأدار شركة صغيرة تعمل في صيد أسماك التونا . يتصادف أيضا أن يكون صديقاً مقرباً من سيف القذافي، نجل معمر القذافي، الذي كان في ليبيا أفضل مؤهل ممكن لوظيفة حكومية. زرتي يفضل البدل الإيطالية ذات الألوان الصاخبة، وإرفاقها بالساعات الكبيرة من ماركة معيّنة ، وكان كثيرا ما يكون مصحوباً في الاجتماعات بمساعدته الأنيقة صوفيا وليسلي، الحفيدة الأرستقراطية لدوق ولينغتون، الذي تقوم عادة بواجب التقديم البروتوكولي الذي من شأنه أن يذلل من طباع زرتي الخشنة ـ ـ رفض مصطفى زرتي محاولات الإتصال به من قبل كاتب المقال

كان زرتي ووليسلي يتلقيان معاملة كبار الشخصيات عند وصولهم الى مكاتب جولدمان في فليت ستريت . بعد ظهر يوم 6 يوليو 2007، مرا خلال الأمن واصطحبا إلى قاعة التداول من قبل القاباج. الليبي بدا عليه الإنبهاربالمساحة االكبيرة في المكتب، مصغياً إلى الضوضاء التي يسببها التداول في وقت متأخر من اليوم. ظل زرتي يسأل ما اذا كان يمكنه التدخين، وظل الجواب انه لا يستطيع أن يقوم بذلك داخل المبنى. بعد أن قام بجولة، أُخذ الى مكتب ذي جدران زجاجية خاص بالشريك في جولدمان إدريس بن إبراهيم ؛  كان طويل القامة و صاحب كاريزما، يحمل الجنسيتين النمساوية والمغربية ، وكان بن إبراهيم معروفاً في العالم العربي

بن إبراهيم أعطى زرتي إنطباعاً عن نطاق وحجم غولدمان: 26،000 موظف، 69 مليار $ في الإيرادات، و 9.5 $ أرباح صافية. وقال ، وقال “ينقصكم العلم لتصبحوا دولة.” بعد أن أعجبه ما رأى، دعا زرتي جولدمان أن تأتي إلى ليبيا لاجراء محادثات حول ما إذا كانت المؤسسة الليبية للاستثمار قادرة أن تقدم بعض ” فرصاً إستثمارية” صغيرة في حجم من 100 مليون دولار  إلى 200 مليون دولار

بعد فترة وجيزة، تجمع مجموعة من مصرفيي جولدمان في طرابلس، بما في ذلك بن إبراهيم. القباج وبائع آخر، لوران لالو. وإدوارد آيسلر، وهو متعامل كبير في جولدمان. عملياً صادر مسؤولون ليبيون زجاجة من النبيذ كانت مقصودة كهدية. لقد تم حظر الكحول في ليبيا القذافي

وكانت الانطباعات الأولى عن المؤسسة الليبية للإستثمار غير مبشرة. بدا برج الفاتح كبناء لا يمكن أن يكون مقراً لصندوق استثمار بمليارات الدولارات. يبدو الهيكل المكّون من 25 طابقاً دون مصاعد كافية، مما يعني الانتظار لفترات في لوبي متواضع ملئ بمحلات بيع الهواتفالخليوية. كان من المفترض أن سطح البناء الذي على شكل حلقة مجهزاً لأن يكون دواراً ولكنه لم يفعل ذلك. كان طابق المؤسسة الليبية للاستثمار كموقع بناء مع قليل من الأثاث . ولكن هذه المخاوف تراجعت عندما أوضح رئيس الهيئة التنفيذية، محمد لياس، وهو مصرفي من ذوي الخبرة، طموحات الصندوق. القذافي نفسه الذي يتواصل مع المؤسسة الليبية للاستثمار من خلال أحد أهم وأبرع مستشاريه ؛ كان مهتماً بتنويع مصادر الدخل ومصادر الإنفاق على ميزانيات الدولة

“فرص الاستثمار مع هذا الحساب احد أكبر ما رأيت في أي وقت مضى”، كتب شريك جولدمان يوسف علي رضا بعد ذلك. “نحن معهم بالكامل.” غولدمان كان يعمل بسرعة، كما بدأت شركات أخرى بملاحظة وعاء المال الضخم في ليبيا. يوم وصل غولدمان، اشار وليسلي في رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى أن ؛ هناك طائرات خاصة في طرابلس الدولي

كان بن إبراهيم في عطلة في جنوب فرنسا في وقت لاحق في يوليو عندما قام زرتي بالاتصال به، وطلب منه أن يلتقي على متن يخت وصل للتو إلى مدينة كان الساحلية من سان تروبيه.عندما صعد بن إبراهيم على متن السفينة، أعتقد أنه مملوك لسيف الإسلام القذافي، الوريث المتوقع للحكم ، الذي كان له سمعة دولية كمصّلح في ليبيا. بعد أن تحدث الرجال ، أصبح بن إبراهيم مقتنعاً بأنه بالإمكان أن يكون هناك المزيد من المال في ليبيا يمكن لجولدمان ربحه معززاً ذلك بالتوقعات لاكتشافات “عملاقة” من النفط والغاز ؛ كتب في تقرير لزملائه، الذين بدأوا في سرد حكايات جديدة غريبة عن هذا العميل الضخم من ضمنها حكاية عن ظهور أحد النمور البيضاء على ظهر اليخت 

بن إبراهيم أعطى تعليمات لقاباج بـ “البقاء كثيرا في طرابلس. من المهم أن تبقى على مقربة من العميل على أساس يومي. تعلّمهم، وتدرّيهم، تناول الطعام معهم” وافق علي رضا، تحتاج إلى امتلاك هذا العميل”  .. كما كتب “هذه الفرصة تأتيك مرة واحدة في حياتك المهنية”

سافر القاباج إلى طرابلس أربع مرات أخرى قبل نهاية شهر سبتمبر، ليصبح لاعباً اساسياً في برج الفاتح الذي حصل فيه في نهاية المطاف على مكتبه الخاص. وقضى جزءا من وقته يعلّم صغار موظفي المؤسسة الليبية للاستثمار وذلك باستخدام مصطلحات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في دورة تمهيدية. وكان الموظفون الصغار في الصندوق تم توظيفهم من الشبابالليبي بمساعدة Monitor، وهي شركة استشارية مقرها ماساشوستس،  و كانوا يعلمون القليل عن الصفقات المالية المعقدة.  وبالإضافة إلى ذلك روايات و مجلدات عن توزيع الأصول مثل البجعة السوداء، وقال انه اشترى للليبيين بضع نسخ من قصة Liar’s Poker، قصة مايكل لويس عن باعة سندات قاموا بالنصب على عملائهم ، لذلك اشتراها القاباج عن طريق مكتب لندن، وطلب من زميل له أن يأتي بها إلى طرابلس

لم يبخل القاباج على الليبيين عندما جاءوا إلى لندن، فمن تغطية عشاء سوشي بقيمة 757 $ في مطعم نوبو الشهير إلى مشاهدة مسرحية سيد الخواتم الموسيقية. وتولى لالو مرافقة موظف صغير من المؤسسة الليبية إلى باريس لمشاهدة فريق انجلترا للرجبي يلاعب جنوب أفريقيا. (يقول غولدمان أن إجراءات الضيافة تتماشى مع ما قدمته البنوك الأخرى للصندوق) . أحد المصرفيين وهو جابر جبور بعث إلى أحد موظفي مؤسسة الإستثمار عن طريق البريد الإلكتروني، قائلاً : أنتم أشقاء وأصدقاء قبل أن تكونوا عملائنا

حل شهر رمضان، وانضم فريق جولدمان إلى المسؤولين التنفيذيين في مؤسسة الإستثمار الليبية (LIA) لتناول طعام الإفطار في كورنثيا. محمد لياس، الرئيس التنفيذي ، كان على رأس الطاولة. و ذكر المسؤولون أنهم يخططون لتقسيم أعمالهم على قدم المساواة بين ما يصل إلى 20 بنكا، . اقترح ممثلو غولدمان علاقة أكثر حصرية. واقترح بن إبراهيم “شراكة استراتيجية”. حيث يمكن للجانبين كسب المال ، مشيرا إلى شعار غير رسمي في جولدمان “جشع طويل الأجل”. وأبدى الليبيون تقبلاً . طار بن إبراهيم وعلي رضا مباشرة إلى لندن بعد وجبة الطعام، وتركا جبور والقاباج وراءهم لمناقشة مقترحات غولدمان. كانوا تعبين، بعد أن سهروا الليل لغرض إعداد عرض تقديمي كأول اقتراح ؛  اشتر حصص استراتيجية في شركات رئيسية مقدّرة بأقل من قيمتها

بحلول يناير عام 2008، كان الليبيون قد وضعوا بعض الشركات في الاعتبار. الحديث في المؤسسة الليبية للاستثمار، كما علم القباج لاحقاً هو ؛ أن القذافي يريد محاكاة قادة من دول خليجية كانوا قد استثمروا في أسهم البنوك المتعثرة. كان أحد هذه الأهداف “سيتي جروب” الذي ضخ صندوق الثروة السيادية في أبوظبي كما قيل 7.5 مليار دولار  في أقل من شهرين. في 15 يناير بعث اللقباج لرئيس فريق الأسهم في المؤسسة الليبية للاستثمار رسالة نصية تلاحظ أن أسهم سيتي قد انخفضت، وأن هذا يخلق فرصة للشراء: لقد حان الوقت للقيام بعملية تجارية 

قام الليبيون ببعض الصفقات في وقت لاحق من ذلك الشهر، بلغ مجموعها 200 مليون دولار . ولكن هذا لم يكن شراء بسيطاً لأسهم شركات بل كانت صفقة مشتقات معقدة، أو كما جولدمان ساكس وصفتها في وقت لاحق “اتفاق شراء آجل التسوية النقدية لسهم سيتي جروب مع حماية الجانب السلبي في شكل خيار البيع في نفس الوقت سعر كرأس حربة “. ببساطة أكثر، إذا ارتفعت أسهم سيتي، كما تراهن المؤسسة الليبية للاستثمار ، يحصل الصندوق على أضعاف استثماره الأصلي. وإذا انخفضت الأسهم بمقدار معين، يخاطر الصندوق بفقدان كل شيء. وكانت هذه التركيبة أكثر ربحاً من عملية شراء تقليدية بشكل ملحوظ، في حين أنها أكثر خطورة مما أدى إلى أرباح أعلى بكثير لجولدمان.

ولا زال النزاع القائم حول ما إذا كانت المؤسسة الليبية قد استوعبت أنها في حقيقة الأمر لا تستثمر بشكل مباشر في سيتي جروب. وعلى كل حال، شرع الصندوق بعد بضعة أسابيع في اتفاق كبير آخر، رهان مماثل على المرافق الفرنسية EDF المجموعة التي تكلف تقريبا 120 مليون يورو ( 175 مليون دولار) في أقساط التأمين

اكتشف القباج أن سوسيتيه جنرال كانت تسعى أيضا لعقد صفقات ضخمة مع المؤسسة الليبية للاستثمار. “تنتشر شائعات أننا حققنا الكثير من المال من هيئة الاستثمار الليبي، وأننا قد قمنا بالنصب عليهم” بعث القاباج لزميل من طرابلس .. على الرغم من أن هذا بالطبع غير حقيقي، لكن في رأيي Pnls [أرقام الربح والخسارة] يجب أن تصبح سرية للغاية

كان زرتي يهدف لأكثر من مجرد مجد ليبيا. انه يريد ايضا مساعدة شقيقه الأصغر، هيثم في تعلّم التجارة المصرفية، ويفضّل أن يكون من خلال التدريب في بنك جولدمان. القاباج لن يخيب أمل أفضل موكليه، ومباشرة بعد عودته من دبي، أرسل هيثم إلى القاباج سيرته الذاتية، التي لا تناسب ضوابط التوظيف النموذجي للبنك. هيثم سرد ماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة فيينامن جامعة ويبستر ،  مقرها في سانت لويس ، وكانت له خبرة في العمل أخيراً في “نادي الفيديو” في عام 2003، حيث كان المسؤول عن العملاء وشؤون الخدمات 

وقال بن إبراهيم مناقشاً عن طريق البريد الإلكتروني مع شريكين آخرين انه “غير متأكد ما أفضل مسار للعمل هنا. نحن نخاطر بازعاج [مصطفى] زرتي “. لكن بحلول ابريل ، كانت جولدمان مستعدة لتقديم من6إلى 12 أسبوعا إلى هيثم

وفي الشهر نفسه، أمضى القاباج مرة أخرى عطلة نهاية الاسبوع مع هيثم في مراكش ونقلوه بالطائرة إلى دبي للمرة الثانية. راوغ هيثم في الالتزام بالتدريب. القاباج بعث برسالة له بعد بضعة أيام، في 23 ابريل : “هل يمكن أن تبدأ 1 مايو؟ 1 يونيو؟ مصطفى يريد لك أن تبدأ في اسرع وقت ممكن. “وأشار هيثم إلى يونيو. “حسنا. حتى متى؟ .. مصطفى يقتلنا “، أجاب القاباج ممازحاً .. تردد ان المؤسسة اعطت الضوء الاخضر لجولدمان لتنفيذ العديد من الصفقات ، بلغ مجموعها أكثر من 2.4 مليار يورو في القيمة الاسمية. مثل صفقات سيتي وEDF، وكانت أيضا “اصطناعية”، أي LIA لم تكن في الواقع تشتري أسهماً في الشركات المعنية، في هذه الحالة بانكو سانتاندر، أليانز، شركة ايني، وأوني كريديت. إدعى القباج وقت لاحق انها “واحدة من أكبر أوامر سبق لها أن منحت غولدمان ساكس على أسم واحد”  تقول غولدمان أن هيثم كان متدرباً عندها وليس له تأثير على الصفقات

وكان حجم أعمال غولدمان مع ليبيا ملاحظاً على أعلى المستويات. وقال أحد التنفيذيين في رسالة عبر البريد الإلكتروني في ابريل أن الرئيس التنفيذي لويد بلانكفين ” عندما تبين حجم التداول وبيانات الربح بدأ يسأل” الأسئلة حول هذا الموضوع. ووصفت مذكرة داخلية أخرى في وقت لاحق القاباج أنه ربما أفضل بائع لجولدمان على الصعيد العالمي. وأرسل بن إبراهيم رسالة نصية : برافو يوسف. أحسنت. أنت بطل 

إتضاح غولدمان في ليبيا بدأ مع وصول كاثرين ماكدوغال. المحامية الاسترالية في شركة المحاماة اللندنية ألين وأوفري، كانت في عمر 26 عاما عندما وصلت في طرابلس يوم 1 يوليو 2008، لتبدأ مهمة مع المؤسسة الليبية للاستثمار، الذي ينظر إليها على أنها عميل محتمل كبير. واستهجنت ماكدوغال كيف كانت معرفة صغار الموظفين في المؤسسة الليبية للاستثمار محدودة وقليلة. وتساءلت عن مستوى الدائرة القانونية من الكفاءة في التعامل مع وثائق قانونية معقدة كما كتبت لاحقاً في بيان شهادة. وفاقمت هذه المشكلة مستوى اللغة الإنجليزية الأساسي وحدود مهاراتهم في التعامل المكتبي أو كما وصفته  

كانت إحدى المهام التي أوكلت لماكدوغال العمل مع موظفي LIA على بعض أوراق صفقات مشتقات غولدمان. وأصيبت بالدهشة لمدى محبتهم لقاباج، الذي اعتبروه صديقاً. وأظهر أحد موظفي LIA لماكدوغال صوراً لقاباج وهو يجلس مع فريق المشتريات. أخبروها عن عملهم وانطباعاتهم . كلما حصلت على معلومات أكثر، بدأت ماكدوغال في الشك أن فريق LIA لم يدركوا أنهم لم يشتروا أسهما فعلية. لا أحد يفهم ـ كما كتبت ـ أنه إذا ذهبت الأسهم الأساسية في الطريق الخطأ أنها قد تفقدهم كل ما لديهم من مال . وطلبت أن ترى العناية والإجراءت الواجبة التي أجرتها المؤسسة الليبية للاستثمار قبل الالتزام بالصفقات. فردوا :  “إجراءات ماذا” كما قيل 

سعر سهم سيتي جروب، في الوقت نفسه، انخفض نحو 40 في المئة منذ بداية العام، والمحللون  كانوا يحذرون من أزمة الائتمان العالمية. نقلت ماكدوغال قلقها لـ زرتي، الذي طلب أيضا رأيها على صفقة عملة نفّذت مؤخرا مع بنك جولدمان. قالت له أن الـ 50 مليون دولار التي التزمت بها المؤسسة الليبية في هذا الإتفاق لها فرصة أفضل في الحصول على عائد إذا أخذت لكازينو موناكو. طلب زرتي من القاباج العودة إلى طرابل

 في 23 يوليو 2008، الفتى الظاهرة من غولدمان كان يجلس في الطابق ال22 من برج الفاتح، وتفكيره منصب حول الـ 9 ملايين دولار التي جناها،  ويتساءل لماذا زرتي يبقيه في انتظاره وقتاً طويلاً

بعد سبعة أسابيع ؛  نهاية العالم.. إذ أعلنت ليمان براذرز إفلاسها في شهر سبتمبر، وتحطمت الأسهم.  الأزمة المالية العالمية تركت الرهانات بما فيها هذا الاستثمار الليبي لا قيمة لها تقريبا. وعندما انتهت بعد ثلاث سنوات، تبين ان المؤسسة الليبية للاستثمار خسرت صفقة 1.2 مليار دولار  في المسح الكامل. ولم تكشف جولدمان مقدار الربح الذي جنته من الصفقات، مكتفية بالقول ان هذا الرقم كان مناسبا نظرا لحجم ومخاطر الصفقات. وقالت المؤسسة الليبية للاستثمار آنه كان كبيراً  ، ولا يبدو واضحاً لماذا لم يتخذ المسؤولون التنفيذيون المؤسسة الليبية للإستثمار أي خطوات قانونية بين نهاية عام 2008 وبداية عام 2014 

بدأ قادة ليبيا الجدد طرح الأسئلة حول تعاملات المؤسسة الليبية للاستثمار . “جلوبال ويتنس “وهي منظمة تحقيق بتمويل من الملياردير جورج سوروس، نشرت وثائق في عام 2011 أظهرت الأداء الضعيف لإستثمارات المؤسسة الليبية للاستثمار في الفترة الاخيرة  . عقدت صفقات مع لا يقل عن 70 من مختلف البنوك وشركات الاستثمار، وكثير منهم فقد المال. في عام 2013، طلب عبد المجيد بريش، رئيس هيئة الاستثمار الليبية الجديد، من مؤسسة “ديلويت” لأن تراجع خسائر المؤسسة ، وشركة أخرى من المملكة المتحدة، إينيوه للمحاماة ، للنظر في ما إذا كان يمكن استرداد أي شيء من خلال المحاكم. المؤسسة الليبية للاستثمار رفعت دعوى قضائية ضد غولدمان بخصوص 1.2 مليار دولار في لندن يوم 21 يناير 2014، قبل انتهاء مهلة  ست سنوات القانونية . ورفعت لاحقا دعوى منفصلة ضد بنك سوسيتيه جنرال، والذي ينفي ارتكاب أي خطأ ، ويبدو أن الليبين  قد قاموا بوضع ميزانية ضخمة تقدر بالملايين لغرض التعاقد مع شركات عدة قانونية وأخرى لها صلة بالعلاقات العامة

بدأت محاكمة المؤسسة الليبية للاستثمار ضد جولدمان ساكس في يونيو 2016 في محكمة مشرقة حديثة على بعد بضعة مئات الامتار من مكاتب البنك في فليت ستريت . كانت فوضى ما بعد القذافي في ليبيا التي أصبحت تملك حكومتين متنافستين بالإضافة إلى التمرد الذي يقوده مسلحو الدولة الإسلامية، تبعث أصداء في قاعة المحكمة. في بداية القضية كانت المؤسسة الليبية منقسمة أيضا بين فريقين تنفيذيين واحد مقره في مالطا والآخر في طرابلس والفصيلان  وظفا المكاتب القانونية والعلاقات العامة الخاصة بهما. في الوقت الراهن، شركة المحاسبة التي عينتها المحكمة تدير القضية نيابة عن ليبيا

وخلال المحاكمة، كما تشير الصحيفة ادّعت المؤسسة الليبية للإستثمار أن موظفيها لم يكونوا على علم أنها لم تكن في عملية شراء أسهم . بالكاد استوعبوا أي شيء على الإطلاق، جادل محاموهم، وكانوا ضحايا طرق غولدمان، مهارة مندوبين المبيعات، والمواد التسويقية المضللة. وجاء العديد من العاملين في المؤسسة الليبية للإستثمار المبتدئين إلى لندن للإدلاء بشهادتهم أيضا. احدهم قال انه لم يسمع عن جولدمان ساكس، أو المشتقات، قبل الحصول على وظيفة في الصندوق.

تقول جولدمان أن المؤسسة الليبية للاستثمار تبالغ في مسألة جهلها . حتى لو ان موظفيها لم يفهموا الصفقات، قال المحامي روبرت مايلز، “هذه ليست مشكلة البنك، دخل الليبيون في معاملات تجارية ، المؤسسة الليبية للاستثمار تفهم أن السيد القباج كان بائعاً، و، أن وظيفته كانت لبيع الاستثمارات إلى المؤسسة الليبية للاستثمار التي [غولدمان] يمكنها كسب المال منها” . بيان رسمي للبنك في الدعوى يقول، في جزء منه، “لقد شككنا دائما في إدعاء المؤسسة الليبية للاستثمار أنه كان أمياً مالياً، ومن الواضح أنهم فهموا الصفقات المتنازع عليها ودخلوها بمحض إرادتهم

القاضي في القضية سيحكم في القضية بعد اوائل اكتوبر
السؤال : لماذا تسمح مؤسسة عريقة كجولدمان لمثل هكذا دعوى محّرجة أن تطول، بما فيها من حديث وتفاصيل ، بدلا من تسوية بهدوء؟ أكثر من هذا سمعة البنك على المحك. المؤسسة الليبية للاستثمار تقوم بتوظيف مفهوم قانوني يسمى “تأثير لا مسوغ له” الذي يتم استخدامه أكثر شيوعاً من قبل الزوجات ضد أزواجهن، انها سابقة في التقاضي المالي. والفكرة هي أن أحد أطراف الصفقة يمكن أن يكون له قدر من السلطة على الآخر بحيث يصبح العقد بينهما غير صالح. في حالة فوز ليبيا، البنوك الاستثمارية في كل مكان سوف تواجه خطر سيل من الدعاوى القضائية من قبل عملاء يدعون أنهم تضرروا أو تعرضوا للنصب على حد قولهم

جولدمان ربما قد استطاعت أن تكسب مئات الملايين من ليبيا، لكن هذا وضع العقيدة المصرفية في خطر. المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه أعمال الأوراق المالية هو ؛  أن المستثمرين يمكنهم أن يعتنوا بأنفسهم وليس لديهم اللجوء إلى المحاكم إذا لم تسير الأمور لمصلحتهم. إذا كان صندوق ثروة سيادية ضخم يمكن أن يّدعي بنجاح أنه خُدع في ذلك، ليس بإمكان أحد أن يتوقع من سيكون التالي . حدد بن إبراهيم مخاطر التعامل مع ليبيا في أبريل 2008 في بريد إلكتروني : هؤلاء الرجال جادون ، وإذا تصرفنا كأصدقاء ونرعى مصالحهم، سوف يفعلون أي شيء بالنسبة لنا. إذا كان لنا أن نفقد ثقتهم في أي وقت من الأوقات ، فهم لايرحبون

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر