الحياة الإفتراضية للسعادة حسب الشاعرة الليبية عائشة المغربي

طرابلس – خاص – خليفة علي

صدر للشاعرة الليبية عائشة إدريس المغربي ديوانا جديدا بعنوان _الحياة الافتراضية للسعادة عن دار روافد  ويعرض الان في معرض القاهرة الدولي للكتاب  ويضم الديوان الذي صمم غلافه الفنان نور اسلام 101 قصيدة، ويقع في 150 صفحة، وهو الديوان الخامس في تجربة الشاعرة 

ويعتبر الكتاب إضافة مفيدة وهامة للمكتبة العربية وعشاق قصيدة النثر وتقول عائشة عن هذا الديوان:  (انه تجربة مثيرة ومختلفة عن كتاباتي السابقة ولا أظنني قد اكتب مثله مجددا بما يحمله من شغف ومتعة في الكتابة واللعب مع اللغة  أظنني اكتشفت سر الكتابة في هذا الديوان

وهو يعتبر أول كتاب لعائشة بعد إنقطاعها لسنوات عن الكتابة وعودتها في ديسمبر 2015 خلال إقامتها في فرنسا في مدينة كركاسون حيث أنجزت خلال فترة سنة 3 كتب معدة للنشر وكان أولها  الحياة الافتراضية للسعادة وهناك كتابين قيد النشر 

وقد صدر لعائشة  : الاشياء الطيبة 1986 والبوح بسر انثاي 1996 واميرة الورق 1999 وصمت البنفسج 2007

هذا عن الشعر وكان قد صدر لها ايضا مسرحية بعنوان بائعة الزهور 2013 ورواية يحدث 2013 

وقد اخترنا لكم من الديوان هذه الأبيات وهي من اجمل قصائد الديوان التي كتبت عن بيتنا ليبيا 

ما الذي يحدث في بيتنا؟ ..

استيقظي يا أمِّي

غرف نومنا الورديَّة تدحرجت إلى الشَّارع الخلفي

والحديقة تجري مثل زوبعة

بين الأزقَّة

الأبواب هي الأخرى تشتعل وتستغيث

النَّوافذ تطلُّ على المشهد ببلاهة

ثمَّ تتهاوى تقاطيع وجهها

النَّار تتطاير لأعلى

أظنُّ السماء احترقت هي الأخرى

وأنتم نيام

أريد أن أجري مع الحديقة

قد أكون الخيار أو الفلفل

أو القرنفل

أو حتَّى حبَّات الطماطم

أو البطاطا الملتصقة بجذورها

أريد أن آخذ كتابي

لم أعرف نهاية القصَّة

لكنَّ غرفتي تبكي وهي تحترق

تريد احتضان الماء

الجيران لم يساعدوا

قذفوني بالعصيِّ والبصقات

ودموعي لم تكفِ لإنقاذ بيتنا

ولا حتَّى بقعة السَّماء فوقنا

بكت قليلاً يا أمِّي

السماء التي كانت صديقةً لك

ماذا يحدث لنا؟

استيقظي يا أمِّي

أبي لا يتحرَّك

أطرافه تشتعل

لكنَّ يديه باردتان

جسده غادر في قارب يعوم في الشَّارع

الشَّارع يغرق في الماء

ويتفرَّج على الحريق

الكرمة باهتةٌ في وسط الحديقة التي هربت

بكلِّ الخضار والفاكهة وحتَّى الزُّهور

والطِّين يحفر نفسه

ويطير غبارٌ

سأمدُّ يدي لكتابي (ضحكة في قارب)

سأرحل في رفقة هذه الضِّحكة السَّخيفة

قد أعود ببعض الماء

أصبُّه في كأسٍ كبير

يضحك حتَّى يتبدَّد

قد يرتوي العطش في بيتنا.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر