برغر الكينوا بديل رائج عن شطائر اللحوم الحمراء في البيرو

بعد التوصية الصادرة اخيرا عن منظمة الصحة العالمية بالحد من استهلاك اللحوم الحمراء، اطلقت شطيرة برغر الكينوا شرارة ثورة غذائية في البيرو كما بعثت آمالا في اعطاء نموذج يحتذى به في العالم.

ويروي الطاهي غاستون اكوريو الذي اعطى المطبخ البيروفي موقعا مميزا على قوائم الطعام العالمية، لوكالة فرانس برس أن “برغر الكينوا يبدو كخيار جيد اذا ما كنا نبحث عن بديل” للحوم.

وفي مطاعمه المنتشرة في العاصمة ليما وأشهرها “استريد & غاستون”، يحقق البرغر النباتي انتشارا متزايدا في مواجهة المنتجات التي تحتوي على اللحوم، على الرغم من ان هامبرغر اللحم لا يزال الطبق الاول بلا منازع.

ويقترح غاستون اكوريو وصفتين لهذا الصنف الغذائي، اولها على شكل كبيبات (كروكيت) من الكينوا المخبوز مع العدس والشمندر الممزوج مع اللبن مرفقا بصلصة المانغا، والثانية تمزج بين البروكلي والكينوا المنقوع مع سلطة وصلصة الوسابي وكريم الثوم وشرائح البصل.

مذاق هذه الوصفة اللذيذ لا جدال فيه، الا ان استهلاكها يبقى ضعيفا في المقارنة مع شطائر برغر اللحوم التي تباع في مطعمه “باباتشوز”.

ويوضح الطاهي في المطعم دييغو الكانترا لوكالة فرانس برس “نبيع شهريا 16500 شطيرة من النوع الاكثر رواجا من برغر اللحوم لدينا، وفقط 300 شطيرة برغر بالكينوا”.

ويضيف “نراهن على الكينوا نظرا الى العدد المتزايد من الزبائن الذين يقصدوننا لكنهم لا يأكلون اللحوم”.

ولا يزال امام نبتة الكينوا المعروفة بـ”الحبة الذهبية لحضارة الانكا” نظرا الى جذورها العائدة الى جبال الانديس وخصائصها المحفزة للطاقة، طريق طويل لاجتيازه قبل الاطاحة بشطائر برغر اللحوم التي تباع في شبكات المطاعم السريعة.

– شطيرة “ماك كينوا” قريبا؟ –

وعلى الرغم من عدم تضمين منظمة الصحة العالمية في تقريرها الصادر اخيرا أي توصية بالانقطاع الكامل عن استهلاك اللحوم الحمراء، الا ان التحذيرات التي تضمنها في هذا الاطار تفسح في المجال امام بدائل غذائية صحية اكثر.

ويؤكد اكوريو أن استهلاك الكينوا قد يساعد على ايجاد توازن مع تناول اللحوم الحمراء في عالم يراعي البيئة.

ويلفت الطاهي الى ان الفرصة قد تكون مواتية لاستخدام “برغر الكينوا كأداة لذيذة لفتح نافذة يمكن من خلالها للنباتات على انواعها وليس الكينوا فحسب أن تصبح قابلة للاستهلاك على شكل شطائر برغر”.

ويوضح اينياسيو ميدينا الناقد المتخصص في الطعام العامل مع صحيفة “ايل باييس” الاسبانية والمقيم في ليما أن استهلاك الخضراوات ليس خاليا من المخاطر.

ويقول “اؤيد اعتبار الكينوا بديلا، انه طعام مغذ جدا، لكنه ادخل الى سواحل البيرو حيث لم تتم زراعته البتة سابقا عن طريق استخدام المبيدات العشبية وعمليات التبخير”.

ويؤكد الاخصائي أن “الخضراوات تحوي ايضا كميات كبيرة من المواد السامة. كل الاطعمة قد تكون ضارة. بات يتعين على منظمة الصحة العالمية التحدث عن الانظمة الغذائية والتوازن. لا يوجد بدائل من اي نوع كان، بل يجب ان يكون هناك توازن. انه جدل في غير محله”.

ويقول الطاهي البيروفي ايمانويل بيكويراس لوكالة فرانس برس من نيويورك حيث يقدم برنامجا للطبخ على محطة تلفزيونية ناطقة بالاسبانية “هل تتصورون شطيرة برغر بالكينوا داخل مطعم من سلسلة ماكدونالدز؟ لم لا؟ قبل ثلاثين عاما ما كان أحد ليتصور أن هذه السلسلة الاميركية ستفتح مطعما لها في موسكو”.

ويؤكد هذا الطاهي أن “التحدي يكمن في التغيير التدريجي للعادات الغذائية السيئة للسماح لشخص يدمن تناول شطائر البرغر باللحوم الدهنية وغير الناضجة بأن يشعر بالرضا نفسه لدى تناول شطيرة برغر بالكينوا والجوز”.

اف ب/كريس بورونكل

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر