المونيتور تحلل الأوضاع الليبية ، ودور سيف الإسلام فيها

‏‫المختار العربي

لازال خبر إطلاق سراح إبن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ،  المهندس سيف الإسلام القذافي من سجنه في مدينة الزنتان عملاً بقانون العفو العام الذي أقره البرلمان الليبي في وقت سابق من العام الماضي ، كما اعلنه قادة من مدينة الزنتان ؛ يلقى ردوداً واسعة 

ففي مقال لصحيفة  ” المونيتور ” الإلكترونية الامريكية ، المهتمة بشؤون الشرق الأوسط ، يسرد الكاتب في سياق زمني الظروف السياسية والتفاصيل القانونية التي سبقت الإفراج عن  سيف الإسلام ، في ابريل من هذا العام ، كما أعلن أحد أعضاء فريق الدفاع عنه ، المحامي كريم خان ، وإن تم إرجاء الإعلان عن الإفراج الى بداية يوليو لظروف أمنية . وتقول المونيتور ، طبقا لرواية أحد زوار المهندس سيف المنتظمين : أن عملية الإفراج كان يمكن أن تتم العام الماضي لولا وجود عراقيل أمنية حالت دون ذلك ،  فإطلاق سراحه وبقائه في ليبيا كان سيشكل هاجساً أمنياً كبيراً ، وسفره خارج ليبيا سيحد كثيراً من قدرته على التواصل مع الشأن الليبي

ويبقى السؤال حسب الصحيفة : ما هو دور سيف الإسلام القذافي في ليبيا في المرحلة المقبلة ؟ يجيب الكاتب أن المهندس سيف الإسلام بدأ بالفعل في الإتصال والتشاور مع مستشارين و حلفاء له بخصوص ؛ الخطوات القادمة المتعلقة بإنقاذ البلاد من الوضع الذي تعيشه والمحن المتعاقبة منذ عام 2011 , خصوصا وأنه يمثل نقطة إلتقاء بين المواطن الليبي الذي يعاني الأمرّين بسبب ؛ الوضع الأمني والسياسي والإقتصادي المتردي ، والقبائل الليبية (مثل ترهونة وورفلة ) التي ساندت النظام في السابق والتي ستلتف حوله بإعتباره رمزاً لها ، ولما يحمله من وزن وخبرة سياسية ستؤهله للعب دور كبير في تحقيق المصالحة الوطنية المرجوة

ويلاحظ الكاتب أن هذا الإفراج تم بالتزامن مع عملية الإفراج عن رموز آخرين للنظام السابق في ليبيا مثل محمد الزوي رئيس مؤتمر الشعب العام السابق والدكتور محمد الشريف ، أمين جمعية الدعوة الإسلامية السابق وآخرين ، من سجنهم في طرابلس

وهنا نقول ، أنه لا يبدو خافياً التعثر الذي يميز خطوات المبعوثين الأممين في ليبيا ، الذين بدأوا في العامين الماضيين عملية مصالحة “سياسية” انتهت باعلان اتفاق الصخيرات وولادة المجلس الرئاسي وحكومة التوافق برئاسة المهندس السراج، التي و برغم النوايا الطيبة لا تزال غير قادرة على حلحلة الأوضاع الأمنية والمعيشية ، ويعود ذلك الى حالات المنافسة التي تواجهها من كيانات متعددة ، ومنها مايسمي نفسه ” حكومة ” نتيجة تلكؤ اغلب مجلس النواب في القيام بمسؤولياته ، ووجود ميليشيات متناحرة او متوافقة في مختلف ارجاء البلاد 

والمصالحة الشاملة في ليبيا تتطلب ، نظرة أعم وأوسع تأخذ في الحسبان التركيبة الإنسانية القبلية للمجتمع الليبي، لايتم إغفال فيها كيانات بشرية ضخمة لحساب حلول “مدنية” جاهزة ومقولبة مبنية على نظرة “عولمية” لمستشارين محليين ،  ليس لهم إلمام بخصوصية الفسيفساء الليبية ، او دوليين لهم اهدافهم المعلنة والسرية 

بذلك ، يبدو المهندس سيف الإسلام ، إن توافر له الدعم والظروف المناسبة مؤهللاص للعب دور إيجابي ، ليس بالضرورة مضاداً لما تم تحقيقه حتى الآن  ، ولكنه سيحمل بالتأكيد وزناً و تأييداً شعبياً مهما .. والايام ستشهد 

الصورة عن المونيتور – رويترز

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر