مقتل 56 مدنيا و«عشرات» العسكريين في المعارك بالسودان

 

أسفرت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، عن مقتل 56 مدنيا على الأقل و«عشرات» العسكريين، وجرح نحو 600 شخص آخرين، كما ذكرت نقابة الأطباء الأحد.

وتحدث مراسلو وكالة «فرانس برس» عن اشتباكات هزت السبت النوافذ والمباني في مناطق عديدة في العاصمة الخرطوم، وعن دوي انفجارات في ساعة مبكرة من صباح الأحد، بحسب وكالة «فرانس برس».

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية، المنظمة المستقلة والمؤيدة للديموقراطية، إن «إجمالي القتلى المدنيين بلغ 56»، وتحدثت أيضا عن «عشرات الوفيات بين العسكريين» لا تشملهم هذه الحصيلة.

وأشارت إلى أن العدد الإجمالي للجرحى بلغ 595 «من بينها إصابات لعسكريين، منهم عشرات من الحالات الحرجة».

وأوضحت أن هذه الحصيلة تتضمن «إجمالي عدد القتلى والمصابين الذين جرى حصرهم من المستشفيات والمرافق الصحية»، مشيرة إلى «إصابات ووفيات بين المدنيين لم تتمكن من الوصول إلى المستشفيات والمرافق الصحية بسبب صعوبة الحركة».

وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن «مقتل 27 شخصا»، بينهم اثنان في مطار الخرطوم، وجرح 170 آخرين.

غارات جوية على قوات الدعم السريع
وذكرت قوات الدعم السريع، التي تضم آلاف المقاتلين السابقين في حرب دارفور وتحولت إلى قوة رديفة للجيش، أنها تسيطر على المقر الرئاسي ومطار الخرطوم وبنى تحتية أساسية أخرى.

وينفي الجيش سيطرته على المطار لكنه اعترف بأن قوات الدعم السريع أحرقت «طائرات مدنية بينها واحدة تابعة للخطوط الجوية السعودية».

وفي بيان نشره في وقت متأخر من مساء السبت، طلب الجيش من السكان البقاء في منازلهم بينما كان يواصل غاراته الجوية على قواعد القوات شبه العسكرية.

دعوات دولية لوقف القتال
وطوال نهار السبت، تضاعفت الدعوات إلى وقف القتال، من الأمم المتحدة إلى واشنطن وموسكو وباريس وروما والرياض والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، وحتى رئيس الوزراء السوداني المدني السابق عبد الله حمدوك، لكنها لم تجد صدى.

وأعلنت الجامعة العربية عن اجتماع طارئ الأحد، بشأن السودان بطلب من القاهرة والرياض.

وطلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «وقفا فوريا للعنف»، في اتصالات أجراها مع الطرفين المتحاربين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وزعيم القوات شبه العسكرية محمد حمدان دقلو المعروف باسم «حميدتي»، وكذلك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

من جهته، دعا وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن إلى «استئناف المفاوضات». وكتب في تغريدة على تويتر الأحد «الاشتباكات بين (الجيش السوداني) وقوات الدعم السريع تهدد أمن وسلامة المدنيين السودانيين».

وتؤكد قوات الدعم السريع تصميمها على مواصلة القتال، إذ قال «حميدتي» قائدها في تصريحات لقناة الجزيرة، مهددا «لن نتوقف إلا بعد السيطرة على كل مواقع الجيش»، مؤكدا «لا أستطيع أن أحدد متى ينتهي القتال فالحرب كر وفر».

«لا تفاوض ولا حوار»
ولم يظهر الفريق أول البرهان منذ الصباح، لكنه أكد في بيان أنه «فوجئ في الساعة التاسعة صباحا»، بهجوم على مقره لقوات الدعم السريع

ونشر الجيش السوداني على صفحته على فيسبوك «مذكرة بحث» بحق حميدتي، وكتب في منشور أرفقه بصورة مركبة لدقلو «مطلوب للعدالة.. مجرم هارب نناشد جميع المواطنين عدم التعامل معه والتبليغ عنه وعن ميليشياته».

كما أعلن بيان آخر حل قوات الدعم السريع، داعيا أفرادها إلى الاستسلام.

وفي الجانبين، لا مزيد من المفاوضات الهادئة برعاية دبلوماسيين أو مناقشات أخرى. فقد استخدم الجيش طائراته لضرب و«تدمير» قواعد قوات الدعم السريع في الخرطوم، كما يقول.

وردا على الدعوات إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، أكدت رئاسة أركان الجيش، في منشور على فيسبوك أنه «لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت مليشيا حميدتي المتمردة».

من جهتها، دعت قوات الدعم السريع السودانيين بما في ذلك العسكريين منهم، إلى «الانضمام إليها» والانقلاب على الجيش.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر