عادل الفايدي : الصراع الدائر في ليبيا ليس صراعا بين الليبيين

المختار العربي – خاص 

لقد تشرفت بأن أكون أول رئيس لجنة مصالحة وطنية ليبية في عام 2011 وانطلقنا وقدمنا وكنا سعداء جدا عندما أحدثنا نوعا من الاستقرار النسبي استفادت منه حكومة الدكتور عبد الرحمن الكيب وقتئذ.. بهذه الكلمات بدأ الشيخ عادل الفايدي أول رئيس للجنة المصالحة الوطنية في ليبيا حواره مع صحيفة المختار العربي والذي تحدث فيه أيضا عن مسار الانتخابات القادمة في ليبيا ورؤيته للسيناريو القادم وفق المعطيات الراهنة على الساحة الليبية .. فإلى الحوار

  • المختار العربي: الكثير يتحدث عن لا حل إلا بالمصالحة الوطنية وحضرتك أحد الرجال الضالعين فيها بقوة.. فماذا تقول في هذا الملف ؟؟

أولا “لقد تشرفت بأن أكون أول رئيس لجنة مصالحة وطنية ليبية في عام 2011 وانطلقنا وقدمنا وكنا سعداء جدا عندما أحدثنا نوعا من الاستقرار النسبي استفادت منه حكومة الدكتور عبد الرحمن الكيب وقتئذ، موضحا أن ما أُسِس له من قبل من خطوات للمصالحة كان يجب تكملته في المراحل الأخرى “.

 وفي سياق حديثه عن المصالحة قال الفايدي “الدولة غير موجودة ” معللا ذلك بأنه ينبغي على الدولة القيام بشيء من الاستقرار تقوم عليه المصالحة الوطنية، على حد قوله

 ولفت الفايدي إلى أن الصراع الدائر في ليبيا الآن ليس صراعا بين الليبيين، وإنما لمصالح دول كبرى وإقليمية تريد بسط نفوذها على الشرق الأوسط، وكان الهم الأول لهذه الصراعات هو القضاء على فكرة المصالحة الوطنية حتى أصبحت ليبيا ضحية للصراع الدولي بحسب تقديره

واستطرد الفايدي ” المجتمع الدولي لم يحقق شيئا من الديمقراطية أو الحرية التي ادعى تمثيلها في ليبيا، بل دمّر البنية التحتية للشعب الليبي وهو المسؤول في إطالة أمد الصراع في ليبيا حتى الان، وأيضا هو من ساهم في نقل الإرهابيين إلى ليبيا لخلق أزمة للمنطقة كلها

وأكد الفايدي في سياق محاربة الإرهاب أن مصر طالما بقيت مستقرة آمنة يمكن بناء الوطن العربي من جديد” ومن ثم  – والحديث للفايدي – أوجه إلى كل العرب أن يقفوا صفا واحدا لدعم مصر بشتى السبل “

  • المختار العربي: جميع القوى الآن تحضّر للانتخابات القادمة في ليبيا..  فما رؤيتك لهذا المسار الانتخابي ؟؟

بداية الانتخابات هي انعكاسة حقيقية للديمقراطية المنشودة في أي دولة مدنية تقليدية كانت او حديثة، ولكن لا بد من وجود مقومات أساسية لنجاح عملية الانتخابات، وبالأخص في دول ما بعد الصراعات، ومازالت ليبيا في صراع قوي جدا، لكن لا ننكر أن الانتخابات عمل في غاية الأهمية لليبيين، وأيضا للمجتمع الدولي الذي يهتم كثيرا لهذا الأمر بسبب كثرة الرؤوس والمؤسسات، فلا يعي المجتمع الدولي مع مَن يتعامل

ولا بد أن يصدر بيان من مجلس النواب الليبي يدعو فيه لإجراء انتخابات مبكرة ويحدد تاريخها ويعطي بذلك التعليمات الى المفوضية العليا للانتخابات للبدء في التسجيل الفعلي ، لكنني حتى هذه اللحظة لم أجد خطابا موجها من البرلمان يطالب فيه بذلك، فعلى أي أساس يتم تسجيل الناخبين ولم يصدر قرار رسمي بذلك وكذلك الأمر بالنسبة للمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق – إن كان مخول له ذلك – أن يدعو لانتخابات مبكرة رئاسية كانت أو برلمانية، لكن ذلك للأسف لم يحدث، هذا فضلا عن ان السيد غسان سلامة قال من قبل إن ليبيا غير جاهزة للانتخابات، ثم فاجأنا بعدها بأسبوع تقريبا يقول: لابد من إجراء انتخابات، وهذه الأوضاع أربكت المشهد السياسي العام، وأفقدت المواطن الثقة والمصداقية وفي النهاية أؤكد لك أن ليبيا جاهزة للانتخابات فقد أجريت انتخابات من قبل في ظروف مشابهة للآن.

Image title

  • المختار العربي: وهذا يقودنا أيضا للحديث عن توحيد المؤسسة العسكرية وجهود مصر في ذلك .. ما رؤيتك لهذا التحرك؟؟

للحديث عن مصر فهي دائما كدولة محورية في الشرق الأوسط عليها دور والتزامات أدبية تجاه الأقطار الأخرى التي دائما ما تفي بها، فمصر أقدر من أمريكا وأوروبا، وبابها مفتوح لكل الليبيين والاشقاء العرب واحتضانها لهذا العمل انما هو ضمن مساعي مصر لتحقيق الأمن القومي العربي من الدرجة الأولى، هي تجيد استخدام قوتها الناعمة ومنفتحة على الجميع كما اكد ذلك الرئيس المصري السيد عبدالفتاح السيسي حينما قال مصر منفتحة على الجميع ولا تدعم طرفا ضد طرف وهنا أود الإشارة الى ان مصر عندما دعت للقاء السراج والمشير حفتر في القاهرة ولم تستطع ذلك لم تقم بالضغط على أي طرف وهذا ما يؤكد ان مصر ليس لها اهداف خاصة او نفوذ في ليبيا ولا تتدخل في الشأن الداخلي

فالجهود المصرية التي بُذِلت في الفترة السابقة في منتهى الروعة والدقة والاتقان، وهنا أود أن أشير لجهود اللجنة الوطنية المصرية التي تترأس الملف الليبي في عملية توحيد المؤسسة العسكرية، فكانت مصر تحتضن كل الوفود الآتية ولو بشكل اجتهادات فردية ثم تحولت الى تكليفات رسمية كلفها السيد السراج وأعطاها جزءً من الشرعية في هذا السياق ولكن اعتقد ان ماحدث مؤخرا في مدينة مصراتة من اغتيال عميد البلدية السيد محمد اشتيوي سيكون له تأثير سلبي على مجريات الاحداث وبالأخص في هذا الأمر، ونحن نشهد ان هذا الرجل ومعه كبيرة من الخيّرين الوسطيين كانوا يسعون إلى توحيد الصف وتوحيد المؤسسات فكانت وفاته خسارة كبيرة ربما تعمل على عرقلة سير نمط الإجراءات ونتمنى ان نتجاوز هذا الأمر فليبيا ليست عقيمة وسيخرج بعد اشتيوي الف اشتيوي المهم ان تخرج مؤسسة عسكرية واحدة .

وعلق الفايدي على ماحدث في منطقة زوارة قائلا: “هذا نتيجة وجود مؤسستين عسكريتين في البلاد فلو كان هناك مؤسسة عسكرية واحدة في ليبيا ما حدث هذا الأمر.

وأردف ” لابد ان تتوحد كل مؤسسة للحرب على الإرهاب ثم تنتقل إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة تطويع المليشيات الخارجة عن القانون ليتم فرض سلطة وهيبة الدولة ومن ثم يتحقق الاستقرار .

  • المختار العربي: ترددت أقاويل عن احتضان القاهرة للقاء بين المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي السيد فائز السراج.. فهل تعتقد أن هذا اللقاء سيكون له تأثير إيجابي على المشهد الليبي؟؟

لا يختلف اثنان من المتابعين للمشهد الليبي على أن اللقاء بينهما هو خاتمة المشكلات الموجودة في البلاد لأن المشير حفتر هو من يقود الحرب ضد الإرهاب من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في الوطن الذي سيحكمه السيد فايز السراج ، وعليه فالعلاقة بين الاثنين تكاملية وينبغي أن يكون هناك تنسيق بين القيادتين حتى نتمكن من الاستقرار في ليبيا

  • المختار العربي: ختاما سيدي الكريم .. البعض يقول بأن الشيخ عادل الفايدي يريد إقصاء شريحة من الليبيين فماذا تقول في ذلك ؟؟

حقيقة أنا ضد الإقصاء ولكني ضد الإرهابيين والمتطرفين أيضا فإن كانوا يقصدون هؤلاء، فأنا مع إقصائهم وبقوة وكذلك العالم أيضا ، فالكل ضد الإرهابيين والمتطرفين دوليا وإقليميا ، أما من يترك الغلو والتطرف ويعود إلى رشده فأهلاً به في المجتمع الليبي

أجرى الحوار: محمد السلاك

تحرير: مصطفى العطار

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر