الغارة .. التاريخ المطوي لعلاقة الولايات المتحدة بالجماهيرية

المختار العربي – طرابلس – بنغازي

تمر يوم الخامس عشر من ابريل الذكرى 34 لقيام الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الرئيس رونالد ريغان وحليفته رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك مارغريت ثاتشر بشن غارات على كبرى مدن ليبيا العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي 

وكانت الادارة الأمريكية قد بررت قيام العشرات من طائراتها بشن غارات ليلية أودت بحياة العديد من المدنيين والعسكريين، بأنها كانت ردة فعل على تحميلها الجماهيرية (نظام العقيد الراحل معمر القذافي) مسؤولية تفجير لا بيل في مدينة برلين الألمانية مطلع ابريل من ذلك العام

واستهدفت الهجمات مقر اقامة العقيد الراحل معمر القذافي في منطقة باب العزيزية في العاصمة الليبية طرابلس ولكنه نجا من هذا الهجوم، الذي خلف أضراراً مادية في في المبنى الذي أطلق عليه القذافي فيما بعد “بيت الصمود أو البيت الصامد” وأبقى عليه كما هو، مضيفاً نصباً تذكارياً أمامه فيما بعد ليتحول إلى مزار لكبار الشخصيات التي كان يستقبلها الزعيم الليبي 

ولا يزال عبدالرحمن بن سالم ، أحد سكان شارع الظل الكائن في منطقة بن عاشور في العاصمة الليبية طرابلس يتذكر تلك الليلة من عام 1986، حين استفاق سكان المنطقة في وقت مبكر من صباح يوم الثلاثاء الخامس عشر من ابريل، على انفجارات أصابت إحدى المباني التي يعنقد أنها كانت مخصصة لاقامة العقيد معمر القذافي وأدت إلى أضرار بالبيوت المجاورة لهذا المبنى

ومرت علاقة العقيد معمر القذافي بالولايات المتحدة الأمريكية بتقلبات حادة لعل أبرزها علاقته بالرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان الذي لم يخفي مشاعره نحو الزعيم الليبي الراحل ، والذي بادله نفس المشاعر. إلا أن العلاقات الليبية الأمريكية شهدت انفراجاً ملحوظاً بعد ذلك في مرحلة ما بعد ما عرف بحصار لوكربي واستطاعت الجماهيرية في مطلع الألفية أن تعيد الدفء إلى علاقاتها مع الولايات المتحدة عبر مفاوضات وجهود دبلوماسية مضنية

وتلعب الدبلوماسية الأمريكية اليوم دوراً أساسياً في محاولة الوصول إلى توافق يوفر التوصل إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام التي تشهدها ليبيا أبرز حالاتها هو ثنائية الحكومات والمؤسسات في شرق ليبيا وغربها، اضافة الى التصعيد العسكري الذي يشهده محيط العاصمة طرابلس 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر