كلاكيت تاسع مرة.. مبعوث أممي جديد إلى ليبيا وملفات قديمة وجديدة تنتظر الحل

لقاءات ومشاورات، خطط ومقترحات، مساعي ومبادرات، جميعها أفعال أو ردود فعل ترتبط عادة بتعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا.
ومع الإعلان عن اختيار السنغالي عبد الله باتيلي، مبعوثا أمميا إلى ليبيا توالت عبارات المدح وبيانات الترحيب كبداية مشجعة تحفز المبعوث الأممي التاسع إلى ليبيا لكنه الإفريقي الأول الذي يشغل هذا المنصب.
البعثة الأممية للدعم في ليبيا أعلنت أن باتيلي باشر مهامه منذ 25 سبتمبر الماضي تماشيا مع قرار مجلس الأمن الدولي 2629 لسنة 2022 الذي ينص على تعيينه.
وأضافت البعثة أن الممثل الخاص للأمين العام سيبدأ بإجراء سلسلة من الاجتماعات مع كبار مسؤولي الأمم المتحدة وممثلي الدول الأعضاء في نيويورك قبل وصوله إلى ليبيا في أوائل الشهر الجاري.
ملفات عدة تنتظر باتيلي الذي سيضطر للتصدي لها والتعامل معها أولها الملف السياسي المعقد في ظل ازدواج السلطة التنفيذية بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية السيد عبد الحميد الدبيبة المسيطر على العاصمة الليبية طرابلس ورئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا المنتخب من مجلس النواب ويتخذ من بنغازي وسرت مقارا لعمل حكومته إضافة إلى عدم تمكن مجلسي النواب والدولة من الوصول لاتفاق نهائي بشأن القاعدة الدستورية لانتخابات لم يتحدد موعدها ولا تلوح في الأفق بوادر لاقترابها.
وعلى الصعيد العسكري فإن توحيد المؤسسة العسكرية المنقسمة بين الشرق والغرب ليس المهمة الوحيدة التي يتوجب على باتيلي الاضطلاع بها خاصة وأن اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 تسير خطوات ثابتة في هذا الاتجاه إنما التحدي الأكبر يكمن في إخماد نار الاشتباكات التي تندلع بين الفينة والأخرى خاصة في المنطقة الغربية والتي يروح ضحيتها مدنيون وعسكريون إضافة لخسائر في الممتلكات العامة والخاصة.
الأوضاع الاقتصادية في ليبيا الغنية بالثروات النفطية معقدة هي الأخرى لدرجة أن النفط مصدر الدخل شبه الوحيد للبلاد يتم إغلاقه بحسب الأهواء الشخصية لمحتجين أو أصحاب النفوذ ناهيك عن انخفاض قيمة العملة المحلية مقابل الدولار في ظل ارتفاع الأسعار وشح بعض السلع خاصة في الجنوب الليبي الذي احترق مواطنوه بلهيب البحث عن بضعة ليترات من الوقود.
الآمال المعقودة على باتيلي لا تنفي المخاوف من عدم نجاحه في مهمته التي تزداد تعقيدا كلما تعقدت ملفات الأزمة الليبية خاصة وأن أسلافه قدموا خططا وباشروا في تنفيذها لكن اتساع الفجوة بين أطراف الصراع السياسي والعسكري في ليبيا حالت دون نجاحها في الوصول للهدف المنشود وهو إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية كانت مقررة في 24 ديسمبر من العام الماضي لكنها تأجلت حتى إشعار آخر بسبب تعقيدات المشهد التي عبر عنها رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات السيد عماد السائح بالقول إنها حالة قوة قاهرة وقفت حجر عثر أمام وصول الناخبين إلى صناديق الاقتراع.

تقرير /حنان منير

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر