رواية موت صغير للسعودي علوان تنال جائزة بوكر العربية العاشرة

فازت رواية موت صغير للسعودي محمد حسن علوان مساء الثلاثاء في ابوظبي بالجائزة العالمية للرواية العربية بوكر في نسختها العاشرة، ليصبح كاتبها ثالث سعودي ينال هذه المكافأة الادبية التي تعد من الاهم في العالم العربي

و”موت صغير” سيرة روائية متخيلة لحياة الولي الصوفي محيي الدين بن عربي منذ ولادته في الأندلس في منتصف القرن السادس الهجري وحتى وفاته في دمشق

وتتناول الرواية السفر من الأندلس غربا حتى أذربيجان شرقا، مرورا بالمغرب العربي ومصر والحجاز والشام والعراق وتركيا، يعيش خلالها البطل تجربته الصوفية

واعلنت لجنة التحكيم في احتفال في ابوظبي مساء الثلاثاء فوز الرواية من بين ست روايات شكلت القائمة القصيرة النهائية من اصل 186 رواية رشحها كتاب ينتمون الى 19 بلدا عربيا

وقالت رئيسة لجنة التحكيم الروائية الفلسطينية سحر خليفة في مؤتمر صحافي ان عملية الاختيار “كانت صعبة جدا لان كل رواية بحد ذاتها هي تحفة فنية”، معتبرة ان “موت قصير” تذكر “بالاندلس وبما يخسره العرب حاليا. خسرنا فلسطين، انظروا الى سوريا والى ليبيا الان

وعلوان ثالث سعودي ينال الجائزة بعد عبده الخال في 2010 عن رواية “ترمي بشرر” ورجاء عالم عن رواية “طوق الحمام” في 2011

وقال علوان في مؤتمر صحافي بعد نيله الجائزة ان “90 بالمئة من الرواية هي من الخيال”، مضيفا “كان تحديا جميلا وقد تألمت وانا اكتبها

وتابع “ابن عربي شخصية جدلية (…) لكنني اعتقد ان من يقرأ الرواية لا يمكن ان يعترض على الجانب الانساني فيها

ولد علوان في الرياض العام 1979، وصدرت له خمس روايات، وكتب مقالة أسبوعية لمدة ست سنوات في صحيفتي “الوطن” و”الشرق” السعوديتين

وفي العام 2010، اختير ضمن أفضل 39 كاتبا عربيا تحت سن الأربعين. وفي سنة 2013، رشحت روايته “القندس” ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية

– “حراك فكري” –

جاء فوز علوان بالجائزة في وقت تشهد المملكة العربية السعودية حملة ثقافية وفنية وترفيهية حذرة ضمن رؤية اقتصادية اجتماعية اصلاحية

وقال علوان لوكالة فرانس برس إن “الساحة الثقافية الفنية السعودية تمر في فترة نشاط في السنوات العشر الاخيرة ما يدل على ان هناك حراك فكري

ورأى ان “المجتمع السعودي يمر ايضا بمرحلة تغيير كبيرة، فهناك شعب شاب صغير وهناك العديد من المتغيرات الفكرية على وجه التحديد التي تثير الكثير من الاسئلة، وعندما تثار الاسئلة يجد الروائيون والروائيات فرصة لتكوين حقول معينة يتم من خلالها إعادة توجيه هذه الاسئلة بشكل فني وادبي

و”الجائزة العالمية للرواية العربية” هي مكافأة سنوية تختص بمجال الابداع الروائي باللغة العربية، اطلقت في ابوظبي العام 2007. وترعى الجائزة “مؤسسة جائزة بوكر” في لندن، بينما تقوم “هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة” في دولة الإمارات العربية المتحدة بدعمها ماليا

ويقول القيمون على الجائزة انها تهدف الى الترويج للرواية العربية على المستوى العالمي حيث تمول الجائزة ترجمة الاعمال الفائزة الى اللغة الانكليزية

والعام الماضي فازت رواية “مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة” للفلسطيني ربعي المدهون بالجائزة، لتصبح اول رواية لكاتب فلسطيني تنال هذه الجائزة التي تعد من الاعرق في العالم العربي

وتروي “مصائر” المأساة الفلسطينية من كل جوانبها، خصوصا علاقة أبنائها بحق العودة، والاقامة في اراضي العام 1948 وحمل جنسية اسرائيلية

وضمت القائمة القصيرة لهذا العام اضافة الى علوان ثلاثة روائيين اخرين سبق وأن اختيروا في القائمة الطويلة التي عادة ما تضم 16 روائيا وهم اسماعيل فهد اسماعيل (الكويت) وإلياس خوري (لبنان) ومحمد عبد النبي (مصر). والروائيان الاخران هما سعد محمد رحيم من العراق، ونجوى بن شتوان من ليبيا

وحصل كل من المرشحين الستة في القائمة القصيرة على مبلغ عشرة الاف دولار، بينما حصل الفائز بالجائزة على 50 الف دولار اضافية

ووجهت خليفة في كلمة القتها خلال الاعلان عن الفائز بالجائزة انتقادات الى روايات رشحها كتابها للجائزة متحدثة عن ابتعاد الجيل الجديد عن القراءة

وقالت إن “عدد كتاب الرواية في هذا العصر يكاد يوازي عدد قراء الرواية وقد يزيد”، مضيفة ان بعض الكتابات “تسير الى اندفاع شبه غريزي للتعبير عن النفس في مجتمع لا يشجع على التعبير

وتابعت “انها شكل من اشكال الثورة على القيود والتقاليد شجعتها تجربة وسائل التواصل الاجتماعي حيث بات كل مشترك كاتبا وناشرا متجاوزا كل الشروط اللغوية والفكرية واحيانا الاخلاقية

اف ب/
الكاتب السعودي محمد حسن عليان (الثاني من اليسار) مع الكاتبة الفلسطينية رئيسة لجنة تحكيم جائزة بوكر العربية سحر خليفة وكاتبين آخرين بعد فوزه بالجائزة في أبوظبي في 25 نيسان/ابريل 017

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر