لا جريمة اكبر ولا ظلم اعظم مما يحدث للشعب الليبي

جريمة كبرى لا وجود لجريمة اكبر منها وظلم عظيم لاوجود لظلم اعظم منه ان يدفع دفعا بشعب كامل الى وضع خانق يرسم له رسما ويحكموه عليه حكما فيحرم من حاجاته الاساسية الانسانية ، يجوع فلا يبلغ مطعما ولا طعاما للغلاء الفاحش المتوحش ولشح الاموال من المصارف ، يمرض فلا يبلغ دواء ولايبلغ تشخيصا لمرضه لانهيار الخدمات الصحية وللغلاء الفاحش المتفحش للادوية ولفقره المفاجئ الذي جاد به عهد فبراير ، تبلى ثيابه فلايبلغ ملبسا ولاكسوة  للغلاء المسعور الشرس الآكل لكل شيء ولجيوبه الخاوية الخالية الى الحد ان الكثيرين بدأوا بترقيع ثيابهم ونعالهم  . 

يحرم من حاجاته الحديثة ، تتعطل سيارته فلا يبلغ لها اصلاحا وتنفد سوائلها فلايبلغ لها وقودا وزيوتا وينقطع عنه الكهرباء ويتبعه انقطاع الماء فيتخبط في منازله مترنحا في الظلمات يتلمس بيديه ممشاه وقد يهوي على طفله النائم الممد تحته ،ويصرخ اطفاله في ليالي الحر الشديد الذي صهر اجسامهم الندية وقرص العرق بشرتهم الطرية فقد تعودوا على التكييف الذي لم يعد معه تعود بانقطاع الكهرباء ويتخذ في منازله التيمم بديلا للماء لسبل دينه وعليه ان يتخذ المنع والحرمان لسبل اخرى لايجوز معها التيمم بانقطاع الماء . 

يجرد الشعب الليبي بالتمام من أمنه واطمئنانه وسلامه كالذي يجرد من ملابسه الى حد ان المجرمين وجدوا فيه مالم يجدوا في غيره من الشعوب من اباحة ورخصة وانطلاق للجريمة   ،فأصبح الشعب الليبي فريسة دانية .. شهية .. سهلة الى حد العبث به والى حد ان الجريمة اصبحت جريمة ساخرة غير معقولة ، يسرقون سياراتهم متى أرادوا ويغتصبون أطفالهم وفتياتهم اغتصابا متى أرادوا ويقطعون عليهم الطرقات متى أرادوا ويسطون عليهم متى أرادوا ويخطفون بناته ورجاله واطفاله لاجل الفدية متى أرادوا ويقتلون الرجال والنساء والأطفال متى ارادوا  وينهبون ويخصصون امواله العامة متى ارادوا  ولارادع ولاصادع ولامانع للجريمة بل مجاملة ومداهنة بلهاء .. حمقاء للمجرمين من جميع حكام فبراير التشريعيين والتنفيذيين ولان الشرطة هى شرطة معاقين مقعدين ولان الجيش ليس جيشا وطنيا بل جيشا تابعا للساسة ، جيش لا في العير ولا في النفير ولو كان جيشا وطنيا لهاج مدافعا عن الشعب الذي يستغيث يوميا من المجرمين الذين عبثوا به ومن الساسة الذين استعبدوه . 

مع هذا الوضع الخانق الاستعبادي القهري لشعب كامل من شعوب الارض تنفجر مسالك وعادات وطبائع جديدة في الشعب الليبي لم تكن معروفة عنه فتلجأ جماعات وجماعات من الشعب الليبي الى الهجرة عبر البحر المتوسط كغيرهم من الشعوب المقهورة المستعبدة وتلجأ جماعات وجماعات الى الانتحار مع التكتم على حالات الانتحار وتلجأ جماعات وجماعات الى العمل مع العصابات الاجرامية لاجل تحسين أوضاعها  وتلجأ جماعات وجماعات الى السرقة والنهب وتلجأ جماعات وجماعات الى قمامة المطاعم والمنازل والأسواق  لاجل الأكل وتلجأ جماعات وجماعات الى التنطع الديني والاستغراق في التاريخ الديني وليس الدين ذاته حتى وكأنك تظنها عبرت من ذاك الزمن الى الزمن الحاضر في ليبيا وتلجأ جماعات وجماعات الى المخدرات التدميرية وتلجأ جماعات وجماعات الى الانطواء والعزلة في حالات كئيبة دمرت وفككت اسر كاملة وتلجأ جماعات وجماعات الى معايشة الحزن والتعاسة والبؤس بما ترى من معايشة .

مع هذا الوضع الخانق القاتل .. هذا الوضع الليبي الكافر الذي خرج عن اي ملة وعن اي دين وعن اي اخلاق  تجدون مجلس نواب ومجلس دولة ولجنة دستور ومؤتمر وطني وحكومة إنقاذ وحكومة مؤقتة وحكومة وفاق ولادور ولا أهمية ولامسؤولية لهم الا التمديد لسلطانهم والتمديد لخنق هذا الشعب ولايفعلون مايفعل الوطنيون الشرفاء من انحياز لاوطانهم وشعوبهم واوطانهم بل ينحازون الى مناطقهم والى عقائدهم الشاذة والى جماعاتهم السياسية والى المزايا والاموال .. انحياز الحمقى .  

ولا ادرك الا ان لهم عقولا فيها خساسة ويصفون انفسهم ساسة بدا انها عقولا مقفلة وإقفالها صدئة لاتفتح الا اذا تهاوى عليها بمطرقة من حديد على رؤوسها ، يامجلس النواب .. يامجلس الدولة .. يالجنة الدستور .. يامؤتمر وطني .. ياحكومة وفاق .. ياحكومة مؤقتة ..  ياحكومة إنقاذ ،وجودكم ماعاد يحتمل معه صبرا ولا حلما فالشعب الليبي بلغ الى حدين نهائيين مابعدهما حدود هما الجوع والانتحار، جاهدوا جهاد تضحية لإنقاذ الشعب الليبي او تنحوا وتزحزحوا وتنحيكم وتزحزحكم فوز وطني لليبيا والشعب الليبي فان وجودكم جريمة واصبحتم انتم المجرمون  في حق الشعب الليبي وإجرامكم واضح فاضح حتى لاطفال الشعب الليبي تشبعون ويجوع الشعب الليبي وتأمنون ويرتعد الشعب الليبي وتقبضون بانتظام آلاف الدينارات ويتسول الشعب الليبي امام المصارف وتقيمون في دول خارجية على حساب معاناة الشعب الليبي ويقيم الشعب الليبي على ارضه دون حساب ، لاكهرباء ، لا أمان ، لاماء ، لا غذاء ، لادواء بل بلاء يعقبه بلاء . 

ايها الشعب الليبي اذا اردت الحياة فلن يستجيب لك القدر وانت ساكن تاركا امرك وأمرك اسرتك الى عقول مقفلة على ادني مستوى في التفكير والتدبير .. اذا اردت الحياة فلن يستجيب لك رب العزة بالدعاء وانت ساكن فلايستجيب رب العزة الا مع ارادة السعي والانطلاق وذلك بالخروج وقلب كراسيهم وزجهم جميعا في السجون ، اخرج عليهم وخذ منهم حياتك التى أخذوها منك ونصب بنفسك قيادات جديرة بحكم ليبيا والله ان مايحدث في ليبيا هو انفجار كارثي دمر الأصول والجذور لشعب كامل وحول حياة شعب كامل الى حياة غير صالحة للحياة  وان اقتران الشعب الليبي بهؤلاء الساسة هو كاقتران زوجة مجرمة بزوج برئ او اقتران  زوج مجرم بزوجة  بريئة  وحسبي الله فيما اقول الذي له القوة والحول .

محمد علي المبروك خلف الله 

Maak7000@gmail.com  

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر