بصراحة – هل تجاوزت فرنسا حدودها ،، في ليبيا ؟

‏‫المختار العربي ـ بصراحة

تبدو ـ أحياناً ـ مواقف فرنسا ” متناقضة ” إزاء التطورات في ليبيا ، والتي برزت مرات عديدة بين الرئيس ” فرنسوا هولاند” وبين كلٍ من وزير خارجيته السابق ” لوران فابيوس ” ووزير الدفاع الحالي الدائم ” لوديربان ” .. حتى يُفّتح تحقيق مع صحيفة ” لوموند ” الواسعة المكانة والنفوذ ؛ حول نشرها ـ سراً استراتيجياً ـ من أسرار الامن والحرب المكتومة ؛ المتضمن تأكيدها وفقاً لمصادرها الموثوقة ” وجود قوات او مستشارين فرنسيين في مدينة بنغازي شرقي ليبيا تساعد قوات الجيش الليبي بقيادة / الجنرال خليفة حفتر في حربه ضد قوات مختلطة من الاسلاميين والثوار السابقين “

لا أحد في فرنسا ينفي وجود عسكريين فرنسيين في بنغازي ، كما لا يعترض الكثيرون على التواجد هناك ، ولكن الغضب إنّصب على النشر ، فيما كان النفي الليبي الرسمي الذي وصل لاحقاً من الحكومة المؤقتة ، ومن قائد القوات الجوية ، مقتصراً على أنه : لا وجود لقوات فرنسية مقاتلة على الأرض .

تقرير ” لوموند ” حول وجود مستشارين عسكريين فرنسيين في بنغازي للتنسيق ضد داعش او غيرها مع قوات الجيش .. رافقته تقارير صحافية من لندن وواشنطن ونيويورك ؛ أشارت لوجود قوات خاصة بريطانية في قاعدة جمال عبد الناصر الجوية ؛ التي كانت قاعدة لبريطانيا في طبرق ( اقصى الشرق ) قريباً من الحدود مع مصر ، وقوات أمريكية في قاعدة الوطية الامريكية أصلاً ( اقصى الغرب ) بمحاذاة الحدود التونسية (٠) لكن تسريبات أخري قالت : أن امريكا موجودة في اكثر من مكان ” ليبي ” ..

المؤشرات أجمعت على أن الغرب حسم أمره في ليبيا، وأنه أقام نقاطاً لتمركزه في “مقدمة” لعمليات حربية واسعة ضد تنظيم الدولة الاسلامية ، ومن ضمنها ؛ دعم حكومة مركزية مرتقبة في العاصمة طرابلس ، بعد تحقيق تسوية سياسية بين الأطراف الليبية المتصارعة ، لكن الجميع لا يُظهرون ـ حتى الان على الأقل ـ إستعداداً للمخاطرة بإقحام قواتهم البرية في آتون الصحراء الليبية الكبرى ، التي سجل التاريخ دمار قوات المحور في الحرب العالمية الثانية على ثراها ، وأنهم يإمكانهم الإكتفاء بالمستشارين العسكريين للتدريب والتنسيق لقوات ” محلية ” تبدو موجودة ومستعدة للمهمة ، مع ما تفعله أفاعيل الطائرات الجوية والمدمرات البحرية ( الغربية ) بأنواعها ، وذلك كافٍ للمهام ؛ المعلن منها والخفي .

مايهمنا ـ بصراحة ـ هو ان توزيع المهام في ليبيا تاريخياً ـ منذ انتهاء الحرب العالمية ـ تم على أساس ؛ فرنسا في اقليم فزان الجنوبي المحاذي لمستعمراتها الأفريقية ، وبريطانيا في اقليم برقة الشرقي ، ثم الولايات المتحدة وفي معيتها ـ الخجولة ـ المستعمر القديم إيطاليا في اقليم طرابلس الغربي ، حتى جاء وقت إختل فيه توازن القوى ، وبالتالي التوزيع الى حد كبير ؛ خاصة بعد اكتشاف النفط ، لمصلحة أمريكا بالطبع !

أن تنفرد الأن باريس ببنغازي “شرق البلاد” وليس جنوبها ، وهي المدينة الرئيسية الثانية ،وعاصمة الشرق ، فيما يستقر { الحليفان } الاخران في اقصى الشرق واقصى الغرب قد يبدو مستغرباً ! فهل تجاوزت باريس حدود نطاقها المسموح جنوباً ، حيث حضورها مُعلن ومعروف منذ أيام الإستعمار ـ ولو أن القذافي حاول زحزحته نسبياً ـ وهو يُشكّل إمتداداً للمنطقة الشاسعة ؛ من شؤاطي الاطلسي و حتى النيجر وتشاد وغيرها ؟ كما أن لها روابط متأصلة لا يستهان بها مع مكونات الصحراء الكبرى الديموغرافية .. ليس لها أقلها ” العلاقات الثقافية ” وهل سبب الغضب القوي لوزير الدفاع الفرنسي “لودربان” من نشر الخبر اللوموندي هو فقط لكشفها لسرٍ ماكان ينبغي إعلانه ، وهل الوصول والتمركز في بنغازي تم بمبادرة فرنسية ذاتية ، وليس بعلم أمريكا على الاقل ؟ ربما ..

اسئلة اجابتها : ربما . لاتكفي ، كما لا تكفي المعطيات لفهم كل ما يجري حول ليبيا . الطريف هو ان نحاول تفسير ـ الغيرة ـ الايطالية المضطربة حول من له الحق بمباشرة الشؤون الليبية ، خاصة في الشمال ، وقيادة وتوجيه التدخل فيها ، وهي غيرة تحاول فرنسا تجاهلها ، وتتعامل معها امريكا بلطف . قد ترى فرنسا انها بقيادة ساركوزي هي من بادرت في مارس 2011 حتى قبل صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بتحريك طائراتها لحماية بنغازي على حد زعمها . وكان الفرنسي الجنسية “برنارد ليفي” هو ـ دِينامو ـ التحركات ، وكان صديقه ـ ساركوزي ـ أول من وطئت قدماه أرض بنغازي من زعماء العالم بعد التحرير ؟ أم ان الدول / جمعيات خيرية /

لانريد ان نقدم خدمة لتحقيق هدفٍ لغزاة ، فقد تستفيد فرنسا من قولنا [ وقبلنا وبعدنا العالم ] انها جاءت لغير ديارها ، وتجاوزت حدودها في الجنوب ، لنقّر ـ ضمنياً ـ لها به وتبقى حولهاو ضمنه لوحدها تقريباً ، لا يشاركها فيه إلا بضع طائرات أمريكية بدون طيار في قاعدتها في النيجر . او فلول ” الارهابيين ” الذين يعبرون الصحاري فيما يشبه مشاهد الافلام الخيالية .

لا يمكن أن يكون ما يجري من حراك للدول الثلاث او ـ الاربع ـ بل واكثر عدداً ( حتى لاننسى دول الجوار ) هو ما تتطلبه الحالة الراهنة التي تفاقمت ؛ حتى أدت الى تمركز تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات هامه في كل الانحاء ، إنه تعاون و تنسيق مُدبّران من الجميع للعودة الى ( القارة الليبية ) هذه المرة مع تعديلات في المناطق القديمة ، وزيادة عدد قطع الكعكة الليبية لتكون كافية ل ” الضيوف ” وإذا كان التقسيم القديم شكلياً الى حدٍ ما ، حتى تحقق شكل كامل ” الوحدة الليبية ” على يديّ الملك ادريس السنوسي ، فإن القادم اكبر ..

انها وقفة للتفكير ، خاصة أن الأنباء عن تحركات الدول المعنية في ليبيا تزامنت مع نشر تقارير تحدثت صراحة عن أن ليبيا وقد دخلت التاريخ ، فذلك يكفيها ، ولتخرج من الجغرافيا ، قد تكون اول نموذجٍ للخرائط الجديدة لخرائط لكيانات ” الشرق الاوسط الجديد ” لكن المفارقة ؛ فإن الليبيين يدفعون الثمن غالياً بتوقيع من زعاماتهم متعددي الولاءات .. سامحهم الله ؟!

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر