كلام في الصميم

ثقافة القتل والدمار تطورت هى الاخرى … فى حروب الزمن الجميل لم نسمع بان المدنيون استهدفوا … ولا الأسرى. سحلوا … ولا الأطفال خطفوا … ولا البيوت حرقت ..ولا العجزة هجرت … التاريخ يحدثنا بانه عند الخلاف او الاختلاف … يتم اعلان الحرب ويحدد موعده … بعد استنفاد كافة الفرص الممكنة للتفاوض لابعاد المعاناة .. للإنسان ومقدراته

 فى حروب القرون السابقة .. كان هناك شبه اتفاق على آلة الحرب التى تستخدم… وأوقات استخدامها . … لقد كانت الأخلاق حتى فى الحروب …ديدن اصحابها … المعارك لابد ان تكون فى الميدان وتبتعد عن التدمير . .. بل لابد ان تكون لأقصر وقت ممكن .. ودون معاناة حتى لقوات العدو من اسرى او جرحى  

اليوم فى هذا الزمن المارق… المارق فى اخلاقه ..حيث استباح الأعراض … والمارق باهله الذين أفقدهم الرشد والتدبر … وهم يسبحون فى احداثه المثيرة وانجازاته القاتلة …حتى جعلهم يعودون لحياة الغاب … لا يدركون ما تفعله حواسهم … هذا الزمن جعل أهله ( دمى ) …. يتمتعون بجلد الذات على ترانيم الحياة الحديثة .. وسجنهم فى ( مربع المنافع الدنيوية ) … فأصبح قول ( الغاية تبرر الوسيلة ) جوهر تفكيرهم … وشتت تدبيرهم حتى اطعمهم وإسقاهم ( انا …. وبعدى الطوفان )… فأصبحوا أرقاما فى( معادلة الكراهية والحقد ) … ليس فقط لغيرهم بل لأنفسهم ذاتها

 هذا الزمن اخرج أهله من الانسانية التى كرم الله بها الانسان …بالعقل … وأعاده الى ما قبل ذلك ….. فأصبح لا يدرك ما يقوم به من ضرر لنفسه ومجتمعه

 اليوم وما نراه من قتل فى ابشع الصور واستباحة للعرض والأرض بأسوأ الممارسة …تجاوز الجاهلية الاولى . … فهل نحن فى الجاهلية الثانية …. ؟ ويقول الحق فى كتابه ( ولقد ضربنا للناس فى هذا القران من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرءانا عربيا غير ذى عوج لعلهم يتقون *ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون * انك ميت وأنهم ميتون * ثم أنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون*) الآيات 26-27-28-29-30-31 من سورة الزمر 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر