حصرى..المختار العربى تحاور النائب التونسى منذر ابوحيدر وتفتح معه الملفات الساخنة 1/2

خاص – المختار العربي

فى إطار اهتمامها بالشؤون العربية كافة وإستطلاع مختلف الاراء ومتابعة آخر المستجدات من المحيط الى الخليج اجرت المختار العربى حوارا خاصا ومطولا مع النائب التونسى السيد منذر ابوحيدر عضو كتلة الكرامة تطرقنا فيه الى عدة ملفات شائكة فى الداخل التونسى مثل الاقتصاد والصحة والسياسة الخارجية والعلاقة مع دول الجوار والازمة الليبيبة وغيرها من القضايا 

فيما يلى نص الجزء الاول من الحوار 

بداية نرحب بك فى المختار العربى سيادة النائب ونشكرك على قبول الدعوة 

نبدا معك بالملف الاقتصادى ..معدلات النمو بتونس كانت افضل قبل 2011 , هناك من يقول ان الثورة التونسية تسببت فى خراب الاقتصاد وزياده البطالة ؟

بالتأكيد كانت معدلات النمو أفضل قبل الثورة مما هي عليه بعدها لكن تحليل هذه المقوله أرقامها يحيلنا الى ملاحظتيين 
الاولى انه كان نمو مغشوش بدليل انه عجز عن احتواء البطالة و عن توزيع الثروة بطريقة عادلة بين الفئات من جهة و بين المناطق من جهة ثانية وأن المنوال التنموي ككل كرس الجهوية و مكّن للوبيات اقتصادية قريبة من النظام من احكام قبضنها على الاقتصاد و مكّن من استشراء الفساد في كل مفاصل الدولة وهو ما أدى الى اندلاع احتجاجات اجتماعية سبقت الثورة متل أحداث الحوض المنجمي و أحداث بن قردان و هده التحركات مهدت الطريق لاندلاع ثورة ديسمبر
ثم بعد الثورة عانى الاقتصاد من عدم الاستقرار و هروب المستثمرين الأجانب و التحركات العمالية و الاضرابات المبالغ فيها التي عطلت الإنتاج و كبلته و اعطيك مثالا بسيطا : انتاح الفوسفات (اهم ثروة طبيعية في تونس) قبل الثورة كان في حدود 8 مليون طن سنويا , بعد الثورة نزل الى 2 مليون طن و لم يرتفع الى 3.5 أطنان الا في 2019 وهي أعلى رقم مسجل بعد الثورة , مداخيل السياحة أيضا تدحدرت بالسلب بسبب العمليات الإرهابية
فثورات الحرية لها أثمان اقتصادية باهضة و الخروج من تحت الأنظمة الدكتاتورية مكلف و أسوأ ما فيه انك تحتاج سنوات لبناء اقتصاد وطني سيادى غير تابع و بناء المواطن الشريك في بناء الوطن لا المواطن المتسوغ و التحرر من الهيمنة الخارجية لان الثورة على الأنظمة المستبدة الداخلية هو اعلان حرب على حليفها الكفيل الخارجي الذي سيضع امامك كل العراقيل و يعلن الحرب عليك بكل الطرق و أولها الإرهاب المخابراتي و الإرهاب الاقتصادي الذي يحاولون عبره اعادتك الى حصيرة التبعية ونحن في تونس نواجه كل هذا منذ أن أطحنا بنظام بنعلي. فنحن نواجه فرنسا 
والدولة اتخذت حزمة من الاجراءات الاقتصادية لمواجهة أزمة كورونا للحد من تأثيرها الاقتصادى الخطير الذى آثر بالسلب على طبقات مختلفة من الشعب

لماذا لم تستطع الحكومات المتعاقبة بعد الثورة ان تضع حلولا واضحه لعجز الميزان التجارى الذى وصل حسب إحصاءات المعهد الوطنى إلى 7,6 فى المائه لعام 2017 واستمرت وزادت أكثر إلى الان ؟

تفاقم عجز الميزان التجاري لاسباب واضحة هى تراجع عدد الشركات الأجنبية بتونس و تراجع صادرات الفوسفات بسسب الاضرابات العمالية و تراجع سعر الدينار التونسي مقابل الأورو و الدولار بما يجعل الإيرادات ترتفع كلفتها 
و للأمانة فهذا العجز ليس جديدا فهو ازلي تقريبا منذ ما قبل الثورة و سببه هو المنوال الاقتصادي الفاشل الذي عجزت الحكومات عن تغييره و يحتاج تغييره وقتا أكثر و خيارات أخرى فهو بمثابة تغيير مسار قطار مسرع وهذا أيضا من مخلفات المنظومة الفاشلة لما قبل الثورة

كيف يواجه البرلمان التونسي ازمه البطالة المتفاقمة وكانت سببا رئيسا فى الثورة ضد نظام الرئيس السابق زين العابدين ؟

في الحقيقة إيجاد الحلول الاقتصادية هو من مشمولات الحكومة وهي السلطة التنفيذية و هي المطالبة بتقديم خططها و ميزانيتها حسب الأهداف. هذه الأهداف من أولوياتها الموكدة مشكل البطالة لكننا كبرلمان نعاضد الحكومة بنقديم المقترحات و مشاريع القوانين الخاصة بالانتدابات و تسهيل القروض و تشجيع الشباب على بعث المشاريع خاصة والمشاريع ذات القدرة التشغيلية العالية و تنقيح مجال الاستثمارات وتنميه تلك الاستثمارات


كانت تونس فى عهد النظام القديم رغم أزماتها  لديها قطاع سياحى قادر على استيعاب عاملين ويساعد الاقتصاد ولكنه الآن معطل فما هى رؤويتكم لانعاشه ككتلة سياسيه بالبرلمان ؟

السياحة في العالم تشهد ركودا منذ الأزمة الاقتصادية لسنة 2009 و التي عصفت بأسواق تقليدية لتونس مثل السوق الإيطالية 
مشكل السياحة التونسية هو تركيزها على السياحة الشاطئية الموسمية والرخيصة واستقطابها لشريحة محدودي الدخل , وهذه الشريحة من الحرفاء هي الاكثر تأثرا بالأزمات الاقتصادية و الأحداث العالمية والمستقبل القريب قد يكون أصعب بسبب أزمة كورونا, نحن طرحنا و نطرح دوما تنويع المنتوج السياحي و استقطاب نوعية أخرى من حرفاء السياحة الثقافية و الاستشفائية ذوو الدخل العالي و الاستثمار و وقف بناء المزيد من الفنادق الشاطئية لان كثرة العرض تنزل بالسعر و نزول الأسعار يتبعه أليا انحدار الخدمات

يتبع

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر