تأجيل الانتخابات الليبية يضع ليبيا في مسار غامض .. ومخاوف من العودة إلى المربع الأول

 

 

يعد تأجيل الانتخابات إلى يناير المقبل، الفرصة الأخيرة للتوصل لحل سياسي في البلاد بعد أن سجل عدد كبير من الليبيين أسماءهم بالفعل للتصويت في الانتخابات، وهو ما يقول سياسيون من كافة الأطراف في ليبيا إنه مؤشر على رغبة شعبية قوية في إجراء الانتخابات.
واقترحت المفوضية العليا للانتخابات، الأربعاء الماضي، موعدا جديدا للانتخابات في البلاد، بعدما بات مؤكدا تأجيل الاستحقاق الرئاسي الذي كان مقررا، الجمعة 24 ديسمبر الموافق الذكرى الـ 70 لاستقلال ليبيا.
وقالت المفوضية إنه على الرغم من جاهزيتها الفنية لتنظيم الانتخابات، إلا أن الأمر أصبح متعذرا بسبب الصعوبات التي واجهتها، وكان آخرها مرحلة “الطعون التي شكلت المنعطف الأخير على مسار العملية الانتخابية، وكانت بمثابة المحطة التي توقفت عندها مساعي الجميع لإنجاز هذا الاستحقاق الانتخابي”.
“خيبة أمل”.. هكذا استقبلت الولايات المتحدة الأميركية قرار المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، بتأجيل موعد الانتخابات الرئاسية إلى 24 يناير المقبل، أي بعد شهر تقريبًا من الموعد الأصلي.
وقال السفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نورلاند: “يجب أن يكتسي العمل باتجاه الانتخابات أولوية، بما يتماشى مع رغبات عموم الليبيين القوية”، مشددًا على أهمية معالجة جميع العقبات القانونية والسياسية أمام إجراء الانتخابات، بما في ذلك وضع اللمسات الأخيرة على قوائم المرشحين للانتخابات الرئاسية”.
رد الفعل الأميركي لم يكن وحده عقب إعلان المفوضية، بل تبعه رد من إيطاليا التي حذرت هي الأخرى من الخطوة المقبلة نتيجة تأجيل الاستحقاق الانتخابي.
كما تحاول القاهرة الدفع  برؤيتها لإجراء انتخابات الرئاسة في ليبيا باعتباره السيناريو الأمثل بالنسبة لها في المرحلة الحالية.
وسرعان ما أعلن البرلمان الليبي تشكيل لجنة من 10 أعضاء من أجل تقديم مقترح خارطة طريق حول المرحلة المقبلة بعد يوم 24 ديسمبر، الموعد المحدد سلفا للاستحقاق الانتخابي

وعلى النحو الأخر عقد لقاء جمع عددا من المرشحين الرئاسيين، أبرزهم المشير خلفية حفتر والسيد فتحي باشاغا والسيد أحمد معيتيق في مدينة بنغازي شرقي ليبيا ما وصفه الليبيون بـ”بصيص أمل”.
وإثر انتهاء الاجتماع تلا باشاغا البيان الختامي، معلنا عن اتفاق المرشحين على إطلاق مبادرة وطنية لـ”جمع كلمة الليبيين ولم الشمل”، وتوحيد الجهود الوطنية للتعامل مع المعطيات والأحداث التي تمر بها البلاد.
تأجيل الانتخابات وسط مخاوف من العودة إلى المربع الأول وحالة من الضبابية لا تزال تسود المشهد، ولكن في المقابل ينتظر الشارع الليبي رد الفعل الدولي الذي لن يسمح بخروج الوضع الليبي عن السيطرة مرة أخرى أو عودة شبح الاقتتال.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر