فى الذكرى السبعين لاستقلالها ..ليبيا بين إشراقات الماضى ورهانات المستقبل

يحتفل الليبيون اليوم 24 ديسمبر بالذكرى الـ 70 لاستقلال ليبيا تاريخ ما سطّره الآباء المؤسسون مجداً على جبين الوطن، بقيام المملكة الليبية المتحدة التي تأسست على نظام ولايات ثلاث تحت حُكم ملك زكّاه كل الشعب وكانت في طريقها إلى أن تكون مملكة دستورية، لكن بعد اكتشاف النفط في 1958 والإعلان عن أول إنتاج في 1961 تم إلغاء النظام الفيدرالي في 1963 وإعلان المملكة الليبية، فكان آخر عهد بالحياة الحزبية والانتخابات التشريعية.
وكان أعلن الملك الليبي الراحل “محمد إدريس السنوسي” في مثل هذا اليوم قبل 70 عاماً من شُرفة قصر المنار في مدينة بنغازي، أن ليبيا أصبحت دولة مستقلة حرة ذات سيادة، تتويجاً لنضال الليبيين، وتنفيذاً لقرار هيئة الأمم المتحدة، بفضل الجهود الجبارة للآباء المؤسسين الذين جمعتهم لجنة الستين وقوامها أعيان ووجهاء من كافة ربوع البلاد الناهضة، ومساعي المبعوث الأممي إلى ليبيا في ذلك الوقت أدريان بيلت، في حدث تاريخي مهم في حياة الشعب، انتقلت فيه ليبيا إلى مصافّ الدول المستقلة، ذات السيادة الكاملة العضوية في الأمم المتحدة، لها نظامها السياسي وعلمها ونشيدها، وكل مؤسساتها السيادية والإدارية، رغم مواردها الشحيحة قبل اكتشاف النفط، ودرجت منذ ذلك اليوم في طريق البناء والتنمية.
وعقد الليبيون عزمهم في آخر مطاف العشرية الراهنة على جولات مكوكية لحوارات ووفاقات سياسية عبر عواصم العرب والعالم، انتهى بها المشوار بالاتفاق على مسارات متوازية ثلاث، سياسي وأمني واقتصادي، كانت آخر محطاتها جنيف السويسرية، فكان موعد 24 ديسمبر 2021 يوم الأمل لكل ليبي وليبية ليخوضوا تجربة أول انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد بالتزامن مع انتخابات تشريعية لبرلمان جديد، لكن رياح التدخلات والخصومات المحلية والإقليمية جاءت بما لا تشتهي سفن الليبيين الذين كان يحدوهم الأمل في الخلاص، المحيل إلى انتظار آخر، وعاؤه الزمني شهر من زمن المحاولات، لا أكثر لانطلاق انتخابات عامة نحو بناء الدولة الرشيدة.
ويأمل الليبيون وهم يحيون ذكرى هذه المناسبة المجيدة أن تحل هذه الذكرى فاتحة لعام جديد يعم فيه الخير والطمأنينة تجرى فيه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتنتهي فيه المراحل الانتقالية لتبدأ عملية التداول السلمي على السلطة وينعم هذا الشعب بعظمة وعراقة تاريخه بالحرية ويتجاوز كل المحن ويتوجه إلى العمل والبناء لتحقيق دولة القانون والرفاهية والشفافية والنهضة العلمية والتنموية في شتى مناحي الحياة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر