ليبيا ..ويستمر الصراع ما لم يحسمه الكبار

المختار العربى – خاص 

رغم التصريحات المتعددة للمبعوث الاممى الى ليبيا غسان سلامة حول مباحثات جنيف المزمع عقدها نهاية الأسبوع الجارى بيد ان مسار الجنيف ورغم حيويته واهميته يظل يكتنفه الكثير من الغموض ويأبى سلامة لسبب ما او لغرض فى نفس يعقوب ان يفصح عن ما فى جعبته مفضلا التكتم على اغلب التفاصيل باستثناء اعلانه عن تركيبة الحوار المكون من 13 عضو من مجلس النواب(غير معروفين حتى ساعة كتابة هذه السطور) يقابلهم 13 عضو من مجلس الدولة (تم الاعلان عن اسمائهم ) بالاضافة الى 14 شخصية (مجهولة) ، سيعكفون جميعا على مناقشة قضايا مفصلية تهم الليبيين كافة ومنها اختيار مجلس رئاسة جديد رئيس+نائبين وتشكيل حكومة وحدة وطنية ,كل هذا واصحاب الشأن (الليبيين) لا يعلمون شئ عن اولئك الذين سوف يتفاوضون باسمهم هناك ولا من فوضهم وعلى اى اساس ووفق أى آلية واستنادا الى اى شرعية؟

 ورغم اكتمال قائمة سلامة الا ان حربا ضروس تدور رحاها فى العاصمة تونس وتحديدا فى مقر البعثة الأممية وأروقة الفندق الذى يعقد به المبعوث الأممى وفريقه اجتماعاتهم من أجل حجز مقعد فى جنيف فى تكرار للسيناريو المعتاد فى التسابق المحموم على الغنائم (المكاسب والمناصب)  قبل ان تضع الحرب اوزارها بشكل كامل وتجف الدماء 

 بالاضافة إلى ما تقدم  ثمة سؤال يفرض نفسه هنا ماذا عن المسارين الأمنى والعسكرى ؟ وهل يمكن احراز تقدم فى المسار السياسى والوصول الى تسوية شاملة قبل تثبيت الهدنة الهشة التى شابتها عشرات الخروقات وتطويرها الى وقف مستديم لاطلاق النار؟ ومع استمرار تدفق الاسلحة والمقاتلين الى طرفى النزاع بعد ايام من عملية برلين فى إخلال واضح بالتعهدات التى قطعتها على نفسها الاطراف الاقليمية والدولية وذلك على لسان البعثة الاممية نفسها وفى بيان رسمى اصدرته امس السبت عبرت فيه عن اسفها الشديد لهذا الخرق واكدت فيه استمرار تدفق السلاح المتطور والمقاتلين الى الجانبين 

وهذا بدوره يقودنا الى ما سبق وان ناقشناه فى تقارير سابقة ان الملف الليبى اضحى بحاجة الى ضامن دولى قوى ونافذ ويستطيع التحكم فى كل خيوط اللعبة ووضع حد لهذه الخروقات وهى الولايات المتحدة الأمريكية ولا غيرها ، فالقرار الأوروبى المتعثر فى ادارة الملف كان واضحا من لاسيل سان كلو الى باليرمو الي باريس والنتيجة دائما واحدة لا أحد يلتزم بما تم الاتفاق عليه لا الاطراف الليبية ولا داعميهم الاقليميين والدوليين ليس هذا فحسب بل تحولت بعض الدول الأوروبية الموكل اليها إدارة الملف الى اقطاب متنافسة وربما ساهم هذا فى اطالة امد الصراع ووصوله الى هذا المنحدر الخطير، وربما كان لقاء برلين الأخير لم يفصح بعد عن مكنونه ونتائجه إلا أنه يبدو أن مساراته تتخذ من المسارات المتعثرة السابقة منهجاً له وبالتالي فوصوله إلى نفس المحصة وارد بشكل كبير

وبناء عليه نقول,ووفقاً لتقديرات كثير من المراقبين، ان دخول الولايات المتحدة الأمريكية على خط الأزمة الليبية وادراتها للملف بشكل مباشر ودون وسيط قد يصبح ضرورة ملحة يفرضها الواقع و المعطيات على الارض، لتأسيس عملية سياسية تتكيء على ارضية صلبة تفضى الى ايجاد صيغة تفاهمية تجمع الاطراف المتنازعة للوصول الى حل شامل للازمة 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر