في الوقت الذي بدأت فيه بعض دول العالم قفل حدودها بسبب انتشار فيروس كورونا, انهارت سوق الأسهم العالمية, هو الأعنف منذ العام 1987, أزمة تفوق ما حدث العام 2008
انهارت أسواق المال العالمية في يوم الخميس الأسود 12 مارس 2020 لتسجل خسائر بتريليونات الدولارات. ولينخفض مؤشر داو جونز 10% وكذلك مؤشر داكس في المانيا 13.6% في هذا اليوم التاريخي
وتبخرت في لحظات مئات المليارات تريليونات في لحظات من أسواق المال العالمية , رغم محاولات البنوك المركزية في أمريكا وأروبا لتهدئة الاسواق الا ان هذا لم يكن مجديا للأسف
ويبدو من حكم المؤكد ان اعداد ضحايا كورونا اقتصاديا سيكون اعلي بكثير جدا من اعداد القتلى بسبب هذا الفيروس
وفي آن واحد تواجه ليبيا مربع قاتل من الازمات: أزمة اقتصادية عالمية، ازمة كورونا العالمية، ازمة الوهم الليبي. انخفاض اسعار النفط والي هو نتيجة للصراع بين الصين وروسيا من جهة والولايات المتحدة من جهة اخري والذي سيستمر خلال العقد القادم على اقل تقدير
هذا المربع المرعب يهدد وحدة ليبيا واستقلالها بل وجودها على الخارطة الدولية، مع الاخذ في الاعتبار ان النفط لم يتوقف لا زال مستمرا وبطاقة قصوى 1.7 مليون برميل يوميا. هذا لن يغير شيئا في قدرتنا على مواجهة الفناء المرتقب لا قدر الله
تم اقرار ميزانية الدولة الليبية علي أساس سعر 70 دولارا للبرميل، بينما يستقر سعر البرميل الان تحت عتبة 30 دولار ومن المتوقع ان يستمر هذا الانخفاض في الفترة القادمة، ما يعني ان دخل ليبيا في الوضع المثالي سينخفض الي اقل من النصف وبالتالي لا مناص من ربط الاحزمة وخفض الانفاق والذي لا يمكن تنفيذه عمليا، ما يعني صرف الأموال المجنبة ربما خلال عامين على الاكثر
يقال ان مصير امة ما ليس مسألة صدفة , إنه اختيار لا انتظار , إنه شيء يجب صنعه.. وان من يقرأ الماضي بطريقة خاطئة سوف يرى الحاضر والمستقبل بطريقة خاطئة أيضاً.
الطريف ان مستقبل الليبيين ليس بأيديهم على الاطلاق، فقد تم التخطيط بعناية لسحب البساط امام أي تيار قد يظهر فجأة ويكتسح الانتخابات ولديه مشروع حقيقي واقعي متكامل
والمثير حقا ان انتفاضة فبراير التي نجحت بمباركة جل الليبيين لم تحقق شيئا لهذا الشعب، على العكس تماما ازدادت الأمور سوءا وازدادت ثروات من انتفض عليهم الشعب في فبراير، بل أصبحوا هم من يقودون البلاد رسميا! للمزيدة ولكن ما لا يدركه هؤلاء ان إرادة الليبيين باقية وإرادة الليبيين من سيحسم الصراع
الصراع الان اصبح بين فسطاطين, فسطاط الجنرال خليفة حفتر الذي نجح في تأسيس جيش مدرب يخضع للأوامر وقوات امن تسطيع فرض النظام, بينما لا يبدوا ان لديه مشروعا متكاملا لبناء ليبيا فيما بعد, عدا مجموعات من المؤلفة قلوبهم من حذاق النظام السابق ومجموعات اخري لا مشروع لديها عدا الاستمرار في دولة الجماهير المنقرضة !
في الطرف الاخر هناك مجموعات مؤدلجة يقودها رجال دين يفتون في كل شيء من الطائرة الي فيروس كورونا، وحلفاء من المخبرين لدول اجنبية ولصوص المال العام المخضرمين والذين استحوذوا على عشرات المليارات التي تم نهبها خلال السنوات العشر العجاف
بالإضافة الي بعض الموظفين الأكاديميين الذين تم شراؤهم بالمال. بينما لا يمتلكون أي مشروع عدا نسخ وسرقة كراسة *مشروع مجتمع السلم * في دولة الجزائر، الدولة التي لازالت توقع عقود البناء مع شركات صينية وتركية، بينما يبني شباب الجزائر فرنسا او يقبعون داخل بلادهم في بطالة اجبارية وامل بعبور المتوسط الي جنة الوهم الأوربي ذات يوم!
نحن نعيش في وهم أساسه وسببه الرئيس هو فشل منظومة التعليم في بناء انسان يستطيع ان يفكر بطريقة صحيحة، يستمع الي كلام خبراء الامراض المعدية والاوبئة، بدلا من الاستماع الي رجل دين يفتي فيما لا يعلم ويرسلهم الي الموت بالأمراض والرصاص على سبيل المثال! ويعتقد جازما ان ثروة ليبيا غير محدودة ولا منتهية مطالبا بحصته من هذه الثروة المزعومة بدلا من تنميتها كما يفعل كل البشر الاسوياء في كل مكان
هذه المنظومة التعليمية افرزت لنا اعدادا هائلة من حملة الشهادات العليا ومن كافة جامعات العالم شرقا وغربا، بدون ان يتمكن كل هؤلاء من حل مشكلة واحدة من مشاكل ليبيا المزمنة واللامتناهية
نعلم ولاشك باننا لا يمكن أن نغير الماضي … ولكن المستقبل لا يزال بين أيدينا، والليبيون هم اهل لحياة كريمة فوق هذه الأرض التي رواها الأجداد بدمائهم الطاهرة
بقلم /أبوبكر عياد القرقوطي
للمزيد من المعلومات والاطلاع
1-صحيفة فورين بوليسي. هل الازمة الحالية اسوا من ازمة 2008؟
2-زيرو هيدج. * البنوك المركزية الأقوى لن تستطيع حمايتنا
3-اندبندنت *كورونا سيكون سبب في الافلاس أكثر من القتل وهذا حالة طواري عالمية
4-باختصار / كيف يتم التعامل مع الازمة الاقتصادية في ليبيا منذ الثمانينات
5-كل مصائب ليبيا هـي نتـاج لـقـانون الانتخابات الجهوي الفاسد!
6-انقلاب ليبيا الغد وسرقة فبراير! حان الوقت ليعتذر سيف الإسلام لكل الليبيين!
7-قبائل ليبيا وقبائل ناورو .. الصناديق السيادية والفشل وأشياء أخرى
8– في ليبيا … لا أحد يعرف أين هي الطريق! وزير التخطيط أيضاً لا يعرف!
9-لماذا؟ استحالة قيام الدولة! بين مجتمع الوهم السياسي ومجتمع اقتصاد الفساد
10-الشباب بين المحاصصة واحتكار الوظائف والبزنس وكل مناحي الحياة!
11-رسالة مفتوحة / السادة محافظي البنك المركزي
12-حكومات المحاصصة في دولة ليبيا الفاشلة منذ الاستقلال! إلي متي!