من ” المختار العربي ” الى قادة الامة المجتمعين على ضفاف المحيط .. لعلها تصل

شد عدد من قادة العرب وحكامهم الرحال إلى  اقصي الارض ( العربية ) .. قاطعين ألاف لأميال ؛  بحثاً عن  مصير هذه  ( الأمة ) التي هيَّ خيرُ أمة أخّرجت للناس ، فيما يتغيّب عدد من اخر لاسباب قد لا تكون مفهومة ، او ربما لأن اجواء نواكشوط  وامكانيتها ” اللوجستية ” المتواضعة لا تناسبهم ، وكما قالت مصادر لبنانية أن رئيس الوزراء تمّام سلام ـ حيث لا رئيس للجمهورية منذ سنتين وربما لسنوات قادمة ـ  لن يبيت في نواكشوط لإنعدام التسهيلات الفندقية فيها ، بل زاد علي ذلك ، كلاماً منقولاً عن مسؤول لبناني : غير لائق نترّفع عنه 

غير ذلك ، ومجاملة للأمين العام الجديد للجامعة ـ ولكل جديدٍ طلة ـ قد يكون كل شئ في أحوال هذه الامة الفاضلة مثالياً ، وفقاً لكل هاجس متفائل ، يتمتع بعض  قادتنا بلا شك بمثله، و لا زال يتمنى قرارت ، بل أفعالٍ حاسمة قد تغيّر شيئا من الواقع ( القومي ) الأليم، الذي يعيشه الملايين، من اللاجئين وضحايا الحروب، والإمتهان الذي وصلت درجاته حداً لا يصدّقه عاقل ؛ ناهيك عن متفائل ، ألم يصبح العرب في عدد من بلدانهم ؛ جوعى 

صمود الشعب الفلسطيني ؛ هو الورقة الرئيسية على طاولة القمة ، وأبرز قراراتها ، التي نشرت قبل انعقادها ـ وكان لنا سبق متواضع قي ذلك ـ  ولا شك أن مطالبة الامم المتحدة و المجتمع الدولي ـ هنا هو الغرب ـ بتنفيذ القرارات الدولية  بإنهاء الاحتلال، أو الانسحاب من كامل الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك الجولان و جنوب لبنان ، هي  قرارات مكررة لا تُسّمن ولا تُغّني من جوع ، والفلسطينيون يعانون الأمرين نتيجة الحروب التي يشنها الصهاينة عليهم ، وتدمير الأخضر واليابس، ناهيك عن زهق الأرواح والاف الشهداء ـ خاصة في قطاع غزة ـ والعرب يتفرجون، لم يتحرك أحدٌ لمساعدتهم على الأقل في جبر الضرر وبناء ما تخرْب وتلبية متطلبات الحياة و سبل العيش ومقوماته  ، مع إستثناء وحيد ؛ دولة قطر التي حاولت تقديم ما يمكن تقديمه لأهل غزة ، واستطاعات إيصاله اليهم من مساعدات رغم الحصار ، ولازال عليها أن تفعل الكثير وأن تقدم المزيد ؛ مادام غيرها من الاشقاء لازال متردداً ـ ولا نقول أكثر ـ في هذه اللحظة 

 القمة لم تنس دعوة الأطراف في ليبيا إلى السعي الحثيث لإستكمال بناء الدولة من جديد، والتصدي للجماعات الإرهابية دون أن يخبروهم كيف لهم ان يحققوا ذلك، وما هو العمل إزاء ” قوى ” هدفها الأسمى تفتيت ليبيا ( سابقاً ) ، والعودة بها الي مجاهل التاريخ والجغرافيا .. وتحتل بالفعل اراضٍ منها ، بوجود قوات لها على مناطق منها ، واخر الشواهد ليس بعيداً .. انه اعتراف رسمي غربي منذ أسبوع فقط 

من عجائب القمة ؛ أنها تدعو ” الفرقاء ” في اليمن الى تغليب منطق الحوار، والإعراب عن ” الأمل ” وكأن الموضوع اليمني ، ولا نقول ” المشكلة ” ينتظر مثل هذه الدعوات والآمال القادمة عبر فيافي الصحراء الكبرى حتي تعبر البحر الاحمر ومضيق باب المندب لبلد يتشظى الى أكثر من ستة اجزاء ، بعد حروب تدور علي أرضه بالوكالة، وازدياد دور إيراني برضى دولي على العاصمة صنعاء ، وكأنه لا مكان للقول المأثور ؛ لا بد منها وإن طال السفر 

كما لم تغفل القمة الموضوع السوري ، وايضاً لا نقول المشكلة او القضية ، لأن التعبيرالاول  مقصور على ” مشكلة الصحراء ” والتعبير الثاني ؛ مرصود منذ  68 سنة على ” القضية الفلسطينية  ؛ نقول : القمة ترغب وتتمني أن يتوصل الأشقاء في سوريا إلى حل سياسي، بعد ما حدث ويحدث ، وهم بهذا يُسّلمون بان موضوع سوريا عهدة لدى المبعوث دي ميستورا ، ولا نقول أنه بيد روسيا و الولايات المتحدة ، منذ ان اتفق البلدان على إدارته بالتناوب والتبادل للأدوار والمصالح ، بمشاركة إيرانية مباشرة ، مجالها ومداها أكبر من سوريا  

كما أرجوكم الانتباه إلي قرار دعم العراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ـ ولم يحددوها ـ هل هي كردستان ، أم ما بحوزة ايران ، أم يقصدون ثلث العراق الذي يحتله حتى الآن تنظيم الدولة الاسلامية ؛ رغم عامين من الجهود ” الحربية الضخمة ” من التحالف الدولي لإجتثاته من هناك مع ما يحتله من أراضي الدولة السورية ، ومنهما امتد الى ماوراء البحار عند ليبيا وأفريقيا .. العراق قصة طويلة

ومن الأمنيات الجميلة الفاضلة ؛ التعبير عن دعم  السودان ـ أو ماتبقي منه ـ في جهودها لتعزيز السلام والتنمية في ربوعها ، من دون أن يقولوا لنا كيف ذلك ، وأين كان العرب عندما ذهب نصف السودان إلي المجهول ، وأين أنتم من موضوع ” دارفور ” الذي كاد أن يذهب أيضاً ، لولا جهود بعض ” الخيّرين ” منكم وهم قليل 

القادة العرب ، وفي وقت لا يمكن فيه نكران انتشار الأفكار الهدامة ،  التي تحوّل أصحابها إلى ما هو أكثر التطرف و” الارهاب ” لم ينسوا التعبير عن رغبتهم في ؛ خلق بيئة نابذة  للغلو وللتطرف ( .. ) ومكافحة الإرهاب ؛ أيا كانت صوره، وتعزيز الأمن والسلم العربيين بنشر قيم السلام والوسطية والحوار، وترسيخ الممارسة الديمقراطية والحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان، علي حد ما تقوله القرارات ، وهي في هذا الجانب أقرب الى المواعظ منها الى المواقف والمعالجات 

اما مواضيع مثل ” السوق العربية المشتركة ” وشقيقتها الأصغر عمراً ” القوة العربية المشتركة ” فلتبق في الادراج ؛ لأن الأولى لا إمكانية لها ، وربما الثانية ؛ لا ضرورة لها .. عفواً  ! لقد نسينا ” جهاز مقاطعة اسرائيل ”  الذي صُرفت عليه مئات الملايين ـ ربما كانت كافية وبقيمتها آنذاك في وقتها لتحرير فلسطين ـ و مئات الاطنان من الورق لطباعة وإدراج جميع أنواع الشركات والبواخر في العالم ، وكنا نتعلم من هذا الجهاز وبتحريض منه ، أن ننطق اسماء غريبة ، خوفاً من في الوقوع في محظور أو تجاوز قد يجعلنا ؛ نتنازل ونركب إحدى مراكب ” أوناسيس ” أو نشرب ” كوكاكولا ” لا قدّر الله 

كل هذا يأتي في ظل ظروف ” تراجيديا ” الواقع الدولي ، الذي لم يستطع أغلب العرب إستيعابه ؛ واخر دروسه وهو بسيط مقارنة بغيره  ؛ إنسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوربي باستفتاء شعبي ! فهل إذا كان للشعوب العربية الرأي في جامعتها المعتصمة في القاهرة ، ولا يتجاوز تأثيرها ربما ؛ ميدان التحرير المصري .. وتم استفتاء على حقيقة رغبات الشعوب ؛ في الاستمرار في هذا الكيان ” القومي ” .. هل ستبقى فيها ؟ أم للشعوب رأي آخر  .. 

 نحن لا نؤيد المطالبة بالإنفصال عن الجامعة كما انفصلت بريطانيا عن أوروبا .. معاذ الله ، ونعيش علي أمل الإصلاح والتطوير في الواقع العربي ، قبل الجامعة العربية ، ولنعط السيد أبو الغيط فرصته  كاملة ، لقد كان قبله أمناء عامون كثيرون ،  لعل وعسى ،، والله من وراء القصد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر