كل عام وأنتم بخير أيها الليبيون .. نداء المولد النبوي

كل عام وأنتم بخير أيها الليبيون .. الأعزاء ، فاليوم يوم عيدٍ .
يومُ عيدٍ للتذكير والذكرى بالحال الذي وصلنا إليه خلال نصف عقد من الزمان منذ أن بدأ بعضنا يضرب رقاب بعض وكبّر بعضنا وهو ينتهك حرمات البعض ، والله على ما فعلنا شهيد. أقول فعلنا ولا أقول فعلتم ، فجميعنا في هذا مشتركون ، أولئك الذين قتلوا ولم يندموا والآخرون الذين حرضوا ولم ينصحوا والذين كذبوا ولم يخجلوا، واغلبنا الذين تفرّجوا ولم ينطقوا .. بالحق
الحق .. الذي يدعى الجميع أنه إلى جانبه، وجوانبنا كثيرة وتتكاثر كلما زادنا اعتقادنا أننا على حق . الحق .. الذي جانبناه ونحترف مجانبته، الحق الذي اعتقدنا أننا نحميه ونطالب به وعندما طالبنا الحق أن نحقه، حاولنا إحقاق وإرضاء أنفسنا ، وغاب عنا أن الحق قديم مستمد من ناموس قديم ، ناموس أخبرنا الله سبحانه  وتعالى أنه منه، وليس منا ؛ ” وقل الحق من ربكم” .. بيان من الله ..
ولولا رحمة من الله لكنا نختبر المزيد من الأهوال كما اختبرها أقوام من قبل، ظلموا أنفسهم فأُنزل عليهم أصناف العذاب   
كل عام وأنتم بخير أيها الليبيون .. إخوة أعداء
إخوة وجدوا أنفسهم في حال يُقربهم ولا يُبعدهم ، يُجمعهم ولايُفرقهم ولكنهم اختاروا أن يختلفوا .. وليس في هذا عيب أو خطأ ، فسنة البشر الإختلاف، فلا يشبه إبهام آخر ، وأحماضنا النووية مميزة لكل كائن بشري منا ، فلا بأس إن أنتجت أدمغتنا الأفكار المختلفة ونطقت ألستنا الكلمات المتباينة .. ولكن العيب أن نعلم الحق وننطق بغيره ، نرى الباطل فننتصر له ، يُقتل إخواننا فنهلل لإنهمار دمائهم ، تستباح حرمات آبائنا وأبنائنا فنصرخ فوق أشلائهم ” هل من مزيد” ؟! .. هل من مزيد من الشقاق ، هل من مزيد من قيمنا فترمي بها إلى النيران لتأكلها ، هل من مزيد من الشياطين فنجلسها على طاولات المفاوضات بيننا وبين أهلينا، هل من المزيد من العبث بمقدرات البلاد والعباد لتنجحوا في إعادتها إلى عهود ماقبل “الطغيان” ..  هل من مزيد..  من النظر للوراء لعهود قد خلت .. لنبحث فيها عما قد يفرقنا فيها  قبل أن يجمعنا في بلد لا يتجاوز تعداد سكانه سبعاً من الملايين.. البشرية. استطعنا أن نكون ملكيين وناصريين وبعيثين وقوميين وامازيغ ومغاربيين ،اسلاميين واخوانيين وثوريين وأممين، رجعيون .. موالون ومعارضون ،خُضراً و مخططين، طحالب وجرذاناً ،كلاب ضالة وأزلاما ، فجراً وكرامة ، مؤتمراً وبرلمانا .. وسيكون هناك المزيد ، إلا إذا.. علمنا أننا لسنا بأقل من أمم لا يجمع بينها شئ غير القانون، ونحن يجمع بيننا قانون سماوي وكتاب رباني وتاريخ مشترك وأرض واحدة و .. إنسانية  .. لسنا بأقل
كل أسبوع وأنتم بخير أيها الليبيون .. في زمن الفتن
فتنٌ في كل أسبوع تأتي علينا من كل حدب وصوب، هرج ومرج ، شقاق ونفاق .. زمنٌ ود الكثير منا لو لم يعهد أيامه أو يختبر محنه ..  ولكننا فيه والجلوس والتظاهر بـأن الأمور على ما يرام لن تأتي بالحلول تتساقط علينا جنيّا ، وكلي يقين بأن الله رحيم بالعباد.. يقيني بالله أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، ولا تستطيع الأمم المتحدة والأمم المتحالفة ومن أتى معها منذ أيام الأستاز طارق متري الذي طمأننا أن الأمور جيدة جداً في ليبيا ومطمئنة وتسير إلى الأمام  وظل على روايته هذه حتى أنهيت مهمته ، ثم شعر أنه في حل من قناع التظاهر و “الدبلوماسية” وأخبرنا أن الأمور في ليبيا معقدة ومؤسساتها معطلة منذ الفاتح من سبتمبر العظيم وحتى السابع من عشر من فبراير المجيد وكأنه لم يأت من دولة كانت تستقبل مساعدات في زمن ليس بالبعيد من هذه الدولة المعقدة والمعطلة حسب رأيه،  ومن بعده برنادينو ليون الإسباني الجاد المتجهم ، لم يتكلم كثيراً ولم يفعل كثيراً، والهر( السيد بالأالمانية) مارتن كوبلر قاهر الصعاب وقاطع الفيافي والقفار ، الذي لا يزال لم يحدد هل .. الدجاجة قبل البيضة .. العربة قبل الحصان .. من غير أن يلاحظ أن لا الدجاجة ولا البيضة معلوم أماكن تواجدهم … و سيخلفهم سنيور ومستر وهر وأستاز آخر لا يعلم عن ليبيا شيئاً ولكنهم سيحاولون أن يقدموا لنا حلولاً أخرى .. لن تستطيع هي بدورها في أن تجيب عن السؤال الأساسي .. نعم لقد حزرتم .. العربة أولاً أم .. أعتقد أنكم قد فهمتم .. إلا إذا .. غيرنا ما في أنفسنا
كل يوم وأنتم بخير أيها الليبيون .. فاليوم عيد. . وربما بدعة
فكل يوم في ليبيا فيه تجديد ، بالتهديد والقتل والخطف .. والوعيد ، إلا من عباده الذين اصطفوا أنفسهم، أصحاب المعالي والفضيلة والفخامة ذوي الرأي السديد .. وبعيداً عن هؤلاء ينشغل الليبيون بأخبار الإتفاقيات والمبادرات ، ينشغلون بقوتهم ومعاشهم ، فهم يقفون جماعات جماعات ، أمام البنوك والهيئات وصناديق المعاشات ، ينتظرون اتفاقيات وموافقات ، لم يلتزم بها إلا من وقف في هذه الطوابير ، وأخلف بها معظم من وقع عليها ، كأني بهؤلاء لا يعلمون أن الداء استشرى بين مواطنيهم ولا دواء، لا كتب مدرسية ولا عملة ورقية ، وبعضهم ينام بلا .. ِغِذاء
وظهرت على الشاشات والفضائيات أقوال وأقوال ، فالرئيس الذي يكن رئيساً والوزير الذي يكن وزيراً ؛ قال أن الحل هو في الماضي .. وربما هو في الحاضر ولكنه كعادته آثر عدم الإكثار في الحديث في السياسة ذاك المساء .. فهو حديث “لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد” .. وهناك الكثيرون منهم من يصدح بصوته في سماء التصريحات وهو .. غُثاء
إلى متى .. ؟! إلى متى يستمر هذا العناء .. إلى متى يستمر هذا .. الشقاء ؟! إذا سألت مواطناً ليبياً ما هو الحل ؟ .. قد يضحك وهو على وشك البكاء
فالحل يعلمه جمعينا ولكننا نأبى إلا أن نتم دورة هذه الطقوس الملعونة من العناد ..  إلا أن نجلب على أنفسنا صنوفاً من الويلات والعذاب ولن نستريح حتى ينزل على بلادنا ما نزل على أهل فرعون وهامان وعاد وثمود .. إلى متى .. أليس منكم رجل رشيد  
أليس منكم رجل رشيد .. مالي بكم كيف تحكمون .. ألا تصدقون الله وأنفسكم وأهليكم ، ألا تنظرون إلى ما وصلنا إليه، ألا تنتهون .. ألا ننتهي .. ألا ترحمون.. ألا نرحم أنفسنا.. ألا نغير ما بأنفسنا .. فيغير الله ما بنا، ألا نحاول ليوم واحد فقط أن نأتي بعضنا  بقلب سليم وأن نجلس مدركين أن ليس بيننا غالب أو مغلوب ، منتصر أو منهزم ، فقد هُزمنا أجمعين يوم أن سقطت أول قطرة من دمائنا .. بأيدينا أهدرنا دمائنا .. هُزمنا أجمعين، ولن يكون بيننا من منتصر أومهزوم حتى .. ولو بعد حين

المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر