دعوة للقمة العربية لتشكيل لجنة عليا للحكماء

الاهتمام بالقمة العربية الدورية المنعقدة في الاردن ” على ضفاف البحر الميت ” ، هو اهتمام مبرر ، ليس لان بعض الدول العربية قدمت اوراقا تضمنت رؤيتها لإصلاح العمل المشترك في زمن يتجسد فيه مشروع الشرق الأوسط الكبير ، بحيث بات هذا المشروع هو الأساس الذي ينبغي النظر من خلاله لكل ما هو عربي وفي ذلك وجه حق لا مجال لاحد من قادتنا تجاوزه ولو تعمّد إظهار عكس ذلك

الاهتمام بالقمة التي نتمنى لها الدوام والنجاح ، له بعض أسبابه، على مستوى الاوضاع التي تعيشها الدول العربية، فهي في موقف لا تحسد عليه، وإن كان بعض المنظرين والمحللين على شاشات الفضائيات يقولون : إنها رائعة. كيف لا  هي التي وصلت الى ما نراه راهناً !!  ويحملون الأمة، محشورة بين أنواء الفصول العربية الاربعة المتناقضة على صعيد واحد

ميزة هذه القمة انها تعقد في فترة شديدة الضبابية مع وصول الرئيس دونالد ترامب الى السلطة في بلاده على وقع طبول ” العولمة الجديدة ” وسط ضجيج طبول الإنفراد بإدارة العالم علي الطريقة “التأديبية ” التي بدأ البعض يستوعب اسلوبها ويتعامل معه  علي قواعد من أهمها ؛ إدفع بالتي هي أحسن

القمة العربية.. مكانا وزمانا ونتيجة للتداعيات العربية، ستكون لها أهمية خاصة،  إنها قمة “الدوامة العربية المغلقة” التي  ترجع التي ترجع الى اهمية المكان حيث انطلقت الثورة العربية الكبري متد قرن من الزمان  ، وهي علي بعد خطوات من ارض فلسطين التي توارت كثيراً عن قائمة جدول الاعمال التي انطلق بها وزراء الخارجية ، مع عدم الاهتمام الجدي، اعلاميا، ورسميا، بما هو اكثر  مما قاله السيد الامين العام ابو الغيط

هذه القمة لن تكون وسطية النتائج .. اذ أنها مضطرة لتحديد موقفها من الاعتراف بفشل العمل العربي المشترك  وتكريس الذاتية الانعزالية لكل مجموعة ـ ان لم نقل لكل كيان ـ وانتظار ما ستحدده القوة الامريكية الطاغية من مستقبل للمنطقة في الشهرين القادمين ، وهي بالطبع ستحدد الادوار وفق المصالح العليا للولايات المتحدة

قد يكون من الواجب دون الدخول في ” النصائح المملة ” الاشارة الى نقطة جديرة بالبحث ، اذا كان البحث ممكناً ؛ تشكيل لجنة من حكماء الامة من قادتها السابقين الاحياء ، وبعدد محدود  لتدارس الامور بعقلانية وموضوعية واجراء الاتصالات والمشاورات العاجلة لوضع الحلول الناجعة للمشاكل القائمة في الدول العربية وعرضها على قمة ” خاصة ” تعقد لاحقاً ، تتجاوز حدود وتعقيدات  كما تضع تصوراً ناجماً عن دراسة الواقع الدولي والظروف الاقليمية والعلاقات المحيطة ، لكيفية التصرف والتناول والتعامل العربي علي أساس جديد  ولا شك انهم حكماء ولديهم من الخبرة والعلاقات ما يستفيد منه العرب

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر